و (النُّصُبِ) : ما نصب من الأوثان إلّا أنّه لا صورة له ، والصّنم مصوّر (١).
(وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ) : وذلك ما يتقامرون به ، كانوا يجتمعون عشرة (٩٢ و) ويشترون جزورا ويضربون بالأزلام وهي القداح ، واحدها زلم وزلم ، يطلبون القسمة فمنهم من ذهب باللّحم ومنهم من غرم الثّمن لما وضعوا من الرّسم ، وربّما كانوا يفعلون على وجه البرّ والصّلة بزعمهم ويصرفون ذلك إلى الفقراء مراءاة ومباهاة (٢) ، فحرّم الله ذلك على المسلمين.
(ذلِكُمْ) : إشارة إلى الاستقسام بالأزلام (٣).
(الْيَوْمَ) : اللام للمعهود ، وهو يوم عرفة (٤) ، وقيل (٥) : المراد به الآن.
(يَئِسَ) : قنط ، كانوا من قبل (٦) يطمعون في رجوع المؤمنين لما يشاهدون من النّسخ والتّبديل ، فلمّا قرن الله الشّرائع كلّها ونفى المشركين عن الحرم وأبطل النّسيء قنطوا ويئسوا.
و (الكامل) لا يحتمل الزّيادة بخلاف التّامّ (٧).
(وَرَضِيتُ)(٨) : الواو ليس للعطف على العامل في (الْيَوْمَ)؛ لأنّ الرّضا لم يختصّ بذلك اليوم.
(مَخْمَصَةٍ) : مجاعة (٩) ، والأخمص : الضّامر (١٠).
(مُتَجانِفٍ) : متمايل إلى الإثم (١١) ، كقوله : (غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) [البقرة : ١٧٣].
(فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : تقديره : فأكل غفر له (١٢). أو يدلّ على الرّخصة في بيان
__________________
(١) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١٠٠ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٣٣ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩.
(٢) النسخ الثلاث : ومباه. وينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ٢٠ ـ ٢١.
(٣) ينظر : الكشاف ١ / ٦٠٤ ، ومجمع البيان ٣ / ٢٧٣ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٨.
(٤) ينظر : الكشاف ١ / ٦٠٥ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٨ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٤٠.
(٥) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٢ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ، والكشاف ١ / ٦٠٤ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٨.
(٦) في ب : قبله.
(٧) النسخ الأربع : التمام ، والسياق يقتضي ما أثبت.
(٨) في ب : ونصبت ، وهو خطأ.
(٩) ينظر : اللغات في القرآن ٢٣ ، وغريب القرآن وتفسيره ١٢٨ ، وتفسير غريب القرآن ١٤١.
(١٠) ينظر : معاني القرآن الكريم ٢ / ٢٦٢ ، وتفسير القرآن الكريم ٢ / ٢٧ ، والبحر المحيط ٣ / ٤٢٧.
(١١) ينظر : تفسير غريب القرآن ١٤١ ، والعمدة في غريب القرآن ١٢٠ ، والكشاف ١ / ٦٠٥.
(١٢) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ١١٦ ، والتبيان في تفسير القرآن ٣ / ٤٣٧ ، وتفسير البغوي ٢ / ١١.