واستخرج بعض المنجّمين أنّه يوم دخول الشّمس في برج الحمل ، قال صلىاللهعليهوسلم : (إنّ الزّمان قد استدار كهيئته يوم خلق [الله](١) السّموات والأرض) ، فكأنّ هذا المستخرج يقول : قوله صلىاللهعليهوسلم هذا حجّة على جميع الفلاسفة حيث إنّه علم ولم يكن منجّما ولا صاحب منجّم.
ثمّ بيّن الله للمؤمنين محافظة حساب القمر دون الشّمس ؛ لأنّه أحوط لأوقات العبادة.
وروي أنّ اليوم الذي نزلت فيه هذه الآية كان قد اتفق عيد (٢) اليهود والنّصارى والمجوس.
(وَالْمُنْخَنِقَةُ) : التي ماتت بالمنع عن التّنفّس (٣).
(وَالْمَوْقُوذَةُ) : التي وقذت بالعصا وضربت حتى ماتت (٤).
(وَالْمُتَرَدِّيَةُ)(٥) : التي مات بالتّردّي من أعلى إلى أسفل.
(وَالنَّطِيحَةُ) : التي نطحتها صاحبتها فقتلتها (٦).
وذكر الأربع ليبيّن أنّ سبب الموت إذا كان ظاهرا لم يقم مقام الذّكاة (٧) بخلاف السّمك.
(وَما أَكَلَ) : افترس (٨)(السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) : ذبحتم (٩) ، و (التّذكية) : التّطهير (١٠) ، وفي الحديث : (ذكاة الأرض يبسها) (١١).
الاستثناء راجع إلى ما أكل السّبع (١٢) ، وقيل (١٣) : إلى المنخنقة فما بعدها.
وشرط الاستدراك أن تكون (١٤) حياتها واضطرابها أكثر من حياة المذبوح (١٥).
__________________
(١) من مصادر التخريج ، وينظر : صحيح البخاري ٥ / ١٢٦ و ٢٠٤ ، و ٦ / ٢٣٥ و ٨ / ١٨٥ ، وصحيح مسلم ٥ / ١٠٧ ، والآحاد والمثاني ٣ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩.
(٢) في ع : عند ، وهو تصحيف.
(٣) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٣ / ١٨ ، وتفسير البغوي ٢ / ٨ ـ ٩.
(٤) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٩٢ ـ ٩٣ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ١٨ ـ ١٩ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩.
(٥) في الأصل وع : والمتردي ، وهو خطأ ، وبعدها في ب : (التي ماتت بالمنع ... والمتردية) مكررة. وينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٢٦ ، وتفسير غريب القرآن ١٤٠ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ١٩.
(٦) في الأصل وع : فتقتلها ، وفي ك : فنقلتها. وينظر : تفسير غريب القرآن ١٤٠ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ١٩ ، وتفسير البغوي ٢ / ٩.
(٧) في ب : الزكاة.
(٨) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٢٦ ، وتفسير غريب القرآن ١٤٠ ، وتفسير القرآن الكريم ٣ / ١٩.
(٩) ينظر : غريب القرآن وتفسيره ١٢٧ ، والعمدة في غريب القرآن ١١٩.
(١٠) ينظر : لسان العرب ١٤ / ٢٨٨ (ذكا).
(١١) الدراية ١ / ٩٢ ، وكشف الخفاء ١ / ٥٠٢.
(١٢) ينظر : زاد المسير ٢ / ٢٣٦ ، والتفسير الكبير ١١ / ١٣٤ ، والمجيد ٥١٩ (تحقيق : د. عطية أحمد).
(١٣) ينظر : تفسير القرآن ١ / ١٨٣ ، وتفسير غريب القرآن ١٤٠ ، وزاد المسير ٢ / ٢٣٦.
(١٤) في الأصل : يكون.
(١٥) ينظر : تفسير الطبري ٦ / ٩٦ ـ ٩٧ ، والبغوي ٢ / ٩ ، والقرطبي ٦ / ٥٠ ـ ٥١.