(وَأَعْتَدْنا) : يقتضي مضمرا ، فكأنّه قال : هم كافرون وأعتدنا للكافرين (١).
وإنّما جاز وصفهم بالكفر ؛ لأنّ من اعتقد أنّ البخل حسن محمود ورضيه وأوصى به غيره فقد كذب الله ورسول الله فكان كافرا (٢).
٣٨ ـ (وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ) : إنّما ذكرهم لئلّا يظنّ (٣) ظانّ أنّ كلّ منفق محمود (٧٦ أ) مأجور ، فإنّ المختال الفخور ربّما (٤) أنفق رياء ، وذلك غير مقبول منه ولا محسوب له عند الله إذا لم يبتغ وجهه والدار الآخرة (٥).
(وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ) : يقتضي مضمرا ، فكأنّه [قال :] قرينهم الشّيطان ومن يكن الشّيطان (٦). وإنّما لم يصرّح به لأنّ الملفوظ به يدلّ عليه.
٣٩ ـ (وَما ذا (٧) عَلَيْهِمْ) : إلزام محض من طريق النّظر ، كقولك : هب أنّي مبطل في الإنذار [فهل عليك بأس في الحذر ، وهب أنّي غير مستحقّ] فهل عليك لوم في السّخاء ، كذلك الإيمان بالله واعتقاد انقضاء الدنيا واجب في العقل (٨) قبل الدّعوة ، ومواساة الفقراء محمود عند كلّ ذي عقل ، فماذا عليهم في الإجابة لداع يدعو إلى هذه المعاني سواء كان عدوّا أو صديقا صغيرا أو كبيرا.
٤٠ ـ (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ) : لا يخلف الوعد بزيادة العقاب أو نقص الثّواب ، ومجازه : إنّ الله لا يظلم شيئا (٩). وإنّما ذكر ذلك ؛ لأنّه أقلّ ما يثبت في القواعد المحسوسة ، أو لأنّه أقلّ أجزاء (١٠) الجوهر لا يستتر (١١) منه بعضه.
و (مثقال) الشّيء : مقداره في الوزن (١٢).
و (الذّرّة) من الحيوان : النّملة الصّغيرة الحمراء ، وهي جسم مؤلف ، والذّرّة من الجماد :
__________________
(١) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٢٥٨.
(٢) ينظر : التفسير الكبير ١٠ / ٩٩.
(٣) في الأصل : ليظن ، بدل (لئلا يظن) ، وهو خطأ.
(٤) في ب : بما ، والراء ساقطة.
(٥) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ٣ / ١٩٧.
(٦) ينظر : تفسير القرآن الكريم ٢ / ٣٢٤ ، وتفسير القرطبي ٥ / ١٩٤.
(٧) في ب : ما زاد ، وهو خطأ.
(٨) (في العقل) ساقطة من ب.
(٩) ينظر : تفسير البغوي ١ / ٤٢٧ ، وزاد المسير ٢ / ١٢٦ ، والتفسير الكبير ١٠ / ١٠١ ـ ١٠٢.
(١٠) في ب : الجزاء.
(١١) في ع : يستثير ، وفي ب : يستثبر.
(١٢) ينظر : تفسير غريب القرآن ١٢٧ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٢ / ٥٢ ، ومعاني القرآن الكريم ٢ / ٨٧.