١٩٨ ـ (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) : عمر بن ذر عن مجاهد كانوا يخرجون حجّاجا لا يركبون ولا يتجرون ولا يتزوّدون ، فأنزل الله (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) ، و (يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) [الحجّ : ٢٧] ، و (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) [البقرة : ١٩٧] ، فرخّص لهم في الركوب والتّجارة وأمروا بالتّزوّد (١).
وعن سعيد بن جبير كان (٢) التّجّار ينزلون عن يسار مسجد منى ولا يحجّون ، والحاجّ ينزلون عن يمينه ويحجّون حتى نزلت الآية ، فحجّوا جميعا (٣).
(فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ) : وهو أن تبيت به ليلة التحريم ، تصلّي الفجر بالغلس ، ثمّ تقف فتحمد الله تعالى وتثني عليه ، وتكبّر وتهلّل وتدعو إلى أن تسفر (٤) ، ثمّ تدفع إلى منى قبل طلوع الشمس (٥).
و (الْمَشْعَرِ الْحَرامِ) هو المزدلفة ، كلّها موقف إلا بطن محسّر (٦).
فإن لم (٧) تبت به ولم تقف ودفعت إلى منى على وجهك من غير عذر فعليك دم وحجّك تامّ (٨). وروي أنّ النبيّ (٩) صلىاللهعليهوسلم قدم ضعفة أهله إلى منى ، وهو توقيت وليس بأمر بالوقوف (١٠) بها.
و (الإفاضة) هي (١١) الدفع في السير ، وكلام مفاض ومستفاض ومستفيض ، أي : جار (١٢).
و (عرفات) اسم واحد على صيغة الجمع (١٣).
__________________
(١) ينظر : تفسير الطبري ٢ / ٣٨٥ ، وأحكام القرآن للجصاص ١ / ٣٨٦.
(٢) في ك : كانوا.
(٣) ينظر : العجاب في بيان الأسباب ١ / ٥٠٣ ـ ٥٠٤.
(٤) في ك : تستقر ، وفي ع : يسفر.
(٥) ينظر : المبسوط للسرخسي ٤ / ١٨ ـ ١٩ ، وبدائع الصنائع ٢ / ١٣٥ ـ ١٣٦ ، وشرح فتح القدير ٢ / ٥٠٩ ـ ٥١٠.
(٦) في الأصل وع : محشر. وينظر : تفسير الطبري ٢ / ٣٩٤ ، والنكت والعيون ١ / ٢١٨ ، والكشاف ١ / ٢٤٦. ومحسّر : بصيغة اسم الفاعل ، واد بين منى ومزدلفة ، سميت به لأنّ فيل أبرهة كلّ فيه وأعيى فحسر أصحابه بفعله وأوقعهم في الحسرات ، ينظر : معجم ما استعجم ٤ / ١١٩٠ ، والنهاية في غريب الحديث ٤ / ٣٠٢ ، وفيض القدير ٥ / ٣٥.
(٧) (تدفع إلى منى ... فإن لم) ساقطة من ع.
(٨) ينظر : بدائع الصنائع ٢ / ١٣٦.
(٩) في ب : أنه ، بدل (أن النبي).
(١٠) في ع : الوقوف ، والباء ساقطة. وينظر : أحكام القرآن للجصاص ١ / ٣٩١.
(١١) بعدها في ب : على ، وهي مقحمة. وينظر : تفسير غريب القرآن ٧٩.
(١٢) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٢٧٢ ، ومعاني القرآن الكريم ١ / ١٣٦ ، وتفسير القرطبي ٢ / ٤١٤.
(١٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٢٧٢ ، والنكت والعيون ١ / ٢١٨.