و (المواقيت) : جمع ميقات كميزان وموازين (١) ، والميقات هو الوقت من زمان أو مكان (٢).
والواو في قوله : (وَالْحَجِ) إن كان للعطف فالأهلّة كلّها مواقيت للحجّ (٣) ، وإن كانت للإشراك (٤) فستّة أشهر مواقيت الحجّ لا محالة ، أشهر الحجّ وثلاثة قبلها ؛ لأنّ (٥) إطلاق الشركة يقتضي (٦) المساواة.
(وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) : نزلت في غير الخمس ، والخمس قريش ومن ولدته قريش (٧) وكنانة وجديلة قيس ، فغير الخمس كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا بيوتهم إلا أن يتسوّروا ، أو ينقبوا ظهور الأخبية ، وكانوا لا يسكنون تحت سقف ، ويفيضون من عرفات ، فدخل النبيّ صلىاللهعليهوسلم في بعض إحرامه من باب بستان قد خرب وتبعه رجل من غير الخمس ، فأنكر النبيّ صلىاللهعليهوسلم تركه نسكه برأيه من غير شرع لئلا يؤدّي ذلك إلى ترك الإفاضة من عرفات ، فاحتجّ الرجل لدخوله بدخوله صلىاللهعليهوسلم على طريقة من يرى الأمر حقيقة في الفعل كما في القول ، فردّ عليه النبيّ صلىاللهعليهوسلم قوله (٨) وقال : أنا أخمسي ، فقال الرجل : إن كنت أخمسيّا فأنا أيضا أخمسي رضيت بهديك ، فرفع الله الجناح عن ذلك الرجل لإرادته الخير وعفا عنه ونسخ عادة غير الخمس في هذه الخصلة ، وجعل عادة الخمس (٩) (٤٤ و) فيها شرعا للمسلمين كلّهم (١٠). وقال الزجّاج (١١) : كان بعض من قريش ومن سائر العرب يكره دخول (١٢) البيت من بابه تطيّرا إذا رجع من سفره خائبا. وقال أبو عبيدة (١٣) : هو في ترك طلب البرّ من وجهه وطلبه من غير وجهه.
١٩٠ ـ (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) : نزلت في قريش عن ابن عبّاس ، وذلك حين خاف المسلمون عام الصّلح أن لا يفي أهل مكّة بعهدهم ، وكرهوا القتال في الحرم وفي الأشهر الحرم ، فأنزل الله الآية ليعتقدوا القتال ولا يكرهوا (١٤).
__________________
(١) ينظر : إعراب القرآن ١ / ٢٩١ ، وتفسير البغوي ١ / ١٦٠ ، والقرطبي ٢ / ٣٤٢.
(٢) ينظر : لسان العرب ٢ / ١٠٧ ـ ١٠٨ (وقت).
(٣) ينظر : تفسير القرطبي ٢ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤.
(٤) في ب : للاشتراك.
(٥) ساقطة من ب.
(٦) في ك وب : تقتضي.
(٧) (ومن ولدته قريش) ساقطة من ع.
(٨) ساقطة من ك.
(٩) بعدها في ب : بها ، وهي مقحمة.
(١٠) ينظر : النكت والعيون ١ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ، وتفسير البغوي ١ / ١٦٠ ـ ١٦١.
(١١) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٢٦٢.
(١٢) في ع : دخوله.
(١٣) ينظر : النكت والعيون ١ / ٢٠٩ ، وتفسير البيضاوي ١ / ٤٧٥.
(١٤) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٥٧٩ ـ ٥٨٠ ، وتفسير البغوي ١ / ١٦١ ـ ١٦٢ ، ومجمع البيان ٢ / ٢٨.