قال صلىاللهعليهوسلم : (لو لا أنّهم استثنوا (١) لما اطّلعوا على قاتله). وفي هذا ونظائره دليل على أنّ الأمور (٢) ، خيرها وشرّها ، بمشيئة الله (٣).
٧١ ـ (لا ذَلُولٌ) : إنّما ارتفع لأنّه صفة معيّنة وليس بجنس (٤) ، ومن حقّ (لا) أن تبنى مع الأجناس ، فكأنّه قال : ليس بذلول لإثارة الأرض (٥).
والذّلول : المسخّر (٦).
وإثارة الأرض : حرثها (٧) وقلبها.
وقيل (٨) : (تُثِيرُ الْأَرْضَ) مستأنف غير متّصل (٩) بما قبله ، واستحسن (١٠) الوقف (١٨ و) على قوله : (لا ذلول). وقيل : (لا ذلول) ، أي : ليس بذّلول للحمل والرّكوب.
و (الْحَرْثَ) اسم ههنا ، ويجوز أن يكون مصدرا كالحراثة (١١). وهو يطلق على ما لم ينبت من البذر فإذا نبت فهو زرع (١٢). ويجوز تبقية اسم الحرث ولا يجوز تقديم اسم الزرع. وإنّما تسقي البقر الأرض بالدّوالي إذا كانت مرتفعة.
(مُسَلَّمَةٌ) : صفة للبقرة (١٣) ، ويجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف (١٤).
ومعناه : مصونة عن الآفات ، وهي (١٥) العيوب والتسخير (١٦).
(لا شِيَةَ) :" لا لمعة" (١٧). وعن سعيد بن جبير والحسن : كانت صفراء الظّلف والقرن (١٨).
__________________
(١) في الآية نفسها : (وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ). وينظر : تفسير البغوي ١ / ٨٣ ، وفتح الباري ٦ / ٤٤٠.
(٢) في ك وع : الأمر.
(٣) ليس في ب.
(٤) ينظر : إعراب القرآن ١ / ٢٣٦ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٩٤.
(٥) ينظر : القطع والائتناف ١٤٨ ، وزاد المسير ١ / ٨٤.
(٦) ينظر : لسان العرب ١١ / ٢٥٧ (ذلل).
(٧) النسخ الثلاث : خبرها. وينظر : تفسير الطبري ١ / ٤٩٨ ، ومجمع البيان ١ / ٢٥٣.
(٨) ينظر : النكت والعيون ١ / ١٢٣ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٦٤ ، وتفسير القرطبي ١ / ٤٥٣.
(٩) في ع : مستأنف ، وهو سهو.
(١٠) في ك : ليستحسن.
(١١) ينظر : البحر المحيط ١ / ٤١٣.
(١٢) ينظر : مجمع البيان ١ / ٢٥٣.
(١٣) ينظر : إعراب القرآن ١ / ٢٣٦ ، ومشكل إعراب القرآن ١ / ٩٩ ، ومجمع البيان ١ / ٢٥٦.
(١٤) ينظر : مشكل إعراب القرآن ١ / ٩٨ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٩٤ ، وتفسير القرطبي ١ / ٤٤٩.
(١٥) في ب : وعن.
(١٦) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٤٩٩ ، والكشاف ١ / ١٥٢ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٦٤.
(١٧) الكشاف ١ / ١٥٢ ، وتفسير النسفي ١ / ٥٠.
(١٨) ينظر : معاني القرآن للفراء ١ / ٤٨ ، وتفسير الطبري ١ / ٤٩٠ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٦٣.