وذلك أنّه (١) رأى في المنام أنّ نارا خرجت من قبل بيت المقدس فأحرقت بيوت القبط بمصر ، ولم تتعرّض (٢) لبيوت بني إسرائيل ، فاستفتى المعبّرين فأخبروه بخروج نبيّ من بني إسرائيل يولد في تلك الأيّام ، فأخذ يقتل غلمانهم حتى خيف الفناء ، فكان (٣) بعد ذلك يذبح سنة ويترك سنة ليقلّوا فلا يغلبوا ، ويبقوا فيخدموا ، فولد هارون عليهالسلام في السنة التي لم يكن يقتل فيها ، وولد موسى في السنة الأخرى ، فأوحى الله إلى أمّه إلهاما أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليمّ ، وكان من أمره ما كان (٤).
(وَفِي ذلِكُمْ) : إنجاء الله إيّاكم من عبوديّة آل فرعون (٥)(بَلاءٌ) :" نعمة عظيمة" (٦)(مِنْ رَبِّكُمْ). وقيل (٧) : وعذاب فرعون وذبحه الغلمان واستحياؤه النساء قهر من ربّكم (عَظِيمٌ) حيث سلّط عليكم.
وأصل البلاء : الاختبار ، والاختبار قد يكون بالخير والشرّ (٨) ، قال الله تعالى : (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ) [الأعراف : ١٦٨]. وإنّما وصف بعظم لأنّه يصغر بجنبه غيره (٩).
٥٠ ـ (وَإِذْ فَرَقْنا) : فلقنا وفصلنا وشققنا (١٠).
(بِكُمُ الْبَحْرَ) بعبوركم (١١) أو لعبوركم بحر قلزوم (١٢) ، فكان كلّ فرق كالطّود العظيم.
(فَأَنْجَيْناكُمْ) من فرعون ومن الغرق بعد قولكم : إنّا لمدركون (١٣).
(وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ) : أهلكناه وآله حين التطم البحر (١٤).
(وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) إلى التطامه عليهم بعد خروجكم منه (١٥) ، وقيل (١٦) : إلى أشخاصهم (١٧)
__________________
(١) فرعون.
(٢) في ك : يتعرض ، وهو تصحيف.
(٣) في ك وع : وكان.
(٤) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٣٨٨ ـ ٣٩٠ ، والبغوي ١ / ٧٠ ، ومجمع البيان ١ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦.
(٥) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٨ ، وتفسير الطبري ١ / ٣٩١ ، ومعاني القرآن وإعرابه ١ / ١٣٢.
(٦) غريب القرآن وتفسيره ٦٩ ، وتفسير غريب القرآن ٤٨ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٤١.
(٧) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٣٤٧ ـ ٣٤٨ ، ومجمع البيان ١ / ٢٠٥.
(٨) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٣٩٢ ، وتفسير القرآن الكريم ١ / ٣٤٧ ، والنكت والعيون ١ / ١٠٥.
(٩) ينظر : البحر المحيط ١ / ٣٥٢.
(١٠) ينظر : مجمع البيان ١ / ٢٠٦ ، وتفسير القرطبي ١ / ٣٨٧ ، والبحر المحيط ١ / ٣٥٣.
(١١) في ك : يعبروكم ، وهو تحريف. وينظر : مجمع البيان ١ / ٢٠٧ ، وتفسير القرطبي ١ / ٣٨٧.
(١٢) في ب : قلزم. وينظر : البحر المحيط ١ / ٣٥٥ ـ ٣٥٦.
(١٣) ينظر : البحر المحيط ١ / ٣٥٦.
(١٤) ينظر : التبيان في تفسير القرآن ١ / ٢٣١ ، ومجمع البيان ١ / ٢٠٧ ، والبحر المحيط ١ / ٣٥٦.
(١٥) ينظر : القطع والائتناف ١٤٠ ، والوجيز ١ / ١٠٤ ، ومجمع البيان ١ / ٢٠٧.
(١٦) ينظر : تفسير القرآن الكريم ١ / ٣٤٩ ، والبحر المحيط ١ / ٣٥٦.
(١٧) في ك : أشخاصكم ، وهو وهم.