تعالى : (لَوْ يَشاءُ (١) اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً) [الرعد : ٣١]. وأكثر جوابها باللام (٢). وعدم ما يليها من الفعل لعدم الفعل الذي هو جوابها. والموجب ممّا يليها ومن جوابها (٣) في اللفظ منفيّ في المعنى ، والمنفيّ في اللفظ موجب في المعنى.
والمشيئة إرادة تشتمل (٤) المكروه والمحبوب جميعا.
(لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ) : إنّما وحّد السمع اكتفاء بجمع المضاف إليه من جمع المضاف (٥) ، أو أراد الجنس (٦) ، كقوله : (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) [الحاقّة : ١٧] ، وقوله : (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) [النور : ٣١].
(عَلى كُلِّ شَيْءٍ) : (كلّ) اسم يتناول آحاد الجماعة على سبيل الإفراد ، يضاف إلى جماعة وواحد منكر (٧).
و (الشيء) اسم عام (٨).
(قَدِيرٌ) : قادر (٩).
وتقرير (١٠) مثل المنافقين من أصحاب الصّيّب من حيث إنّ القرآن نازل عليهم من نحو السماء كالصيّب ، وفيه متشابهات ومحكمات ، (٥ ظ) وبشارة وإنذار ، كما أنّ في الصيّب رعدا وبرقا ، والمنافقون يكرهون ذلك ويعرضون عنه ، ويكبر ذلك عليهم ، وتارة ينظرون إلى مبلّغه نظر المغشيّ عليه من الموت ، كما أنّ أصحاب الصيّب يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ، والقرآن يكاد يهديهم ، أو يكاد يميتهم غيظا كما أنّ البرق يكاد (١١) يخطف أبصار أصحاب الصيّب ، وهم كلّما رأوا دولة أو طمعوا في بشارة قصدوا الإخلاص ، وإذا حدثت نكبة أو نزل تكليف بقوا (١٢) متحيّرين شاكّين ، كما أنّ أصحاب الصيّب كلّما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا (١٣).
__________________
(١) النسخ الأربع : ولو شاء.
(٢) ينظر : أوضح المسالك ٤ / ٢٣١.
(٣) النسخ الثلاث : حولها.
(٤) في ب : تشمله. وينظر : الصحاح ١ / ٥٨ ، ولسان العرب ١ / ١٠٣ (شيأ) ، والتبيان في تفسير القرآن ٦٤.
(٥) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ١ / ٨٣ و ٩٦.
(٦) (لذهب بسمعهم ... الجنس) ليس في ك.
(٧) ينظر في أحكام (كل) : مغني اللبيب ٢٥٥ ـ ٢٦٨.
(٨) ينظر : الكشاف ١ / ٨٧ ، والمحرر الوجيز ١ / ١٠٤ ، وروح المعاني ١ / ١٧٨ ، و ١٨٠.
(٩) ينظر : تفسير الطبري ١ / ٢٣٢ ، والتبيان في تفسير القرآن ١ / ٩٧ ، وتفسير البغوي ١ / ٥٥.
(١٠) في ع وب : وتقدير.
(١١) (يهديهم ... يكاد) ساقطة من ع.
(١٢) في ك : بقول.
(١٣) ينظر : البحر المحيط ١ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ، وروح المعاني ١ / ١٨١.