ولا يقبلها عقل. وهؤلاء جرّوا شرا كثيرا إلى عقائد المسلمين وقرآنهم ، وذلك
بما ذكروه ـ بين ثنايا التفسير ـ من الإسرائيليات ، التى استقوها من أهل الكتاب ،
ونسبوا بعضها إلى الأنبياء زورا وبهتانا
ومن المفسرين
المحللين من نصب نفسه باحثا كونيا ، أو فيلسوفا عقليا ، يتلمس من النصوص القرآنية
ما يكون له ظل من نظرياته ، أو يكون له نوع اتصال عن قرب ، أو بعد بما يتمشى مع
أفكاره ، مستنطقا النصوص بما يؤيد رأيه ، أو يدعم فكرته من القرآن ، وحتى يكون لما
طار به تفكيره ، وسرح به نظره ، مستمدا من وحى السماء ، وذلك كتأويل القائلين بأن
النعيم والعذاب روحيان ، وكالقائلين بالتناسخ ، إلى غير ذلك.
ولا شك أن هذا
اللون من التفسير العلمى ، هو إيهام القارئين والسامعين ، بأن صاحب هذا التفسير
والتفكير ، قد وصل إلى ما لم يصل إليه الأوائل ، وأكبر مثال على هذا النوع من
التفسير ، ما جاء فى كتاب الفخر الرازى فى القديم ، وتفسير الشيخ طنطاوى جوهرى فى
الحديث.
وعلى هذا النمط
من التفسير وجدنا منهم من كتب فى الفروع ، مستطردا لمسائل الفقه كالقرطبى ، ومن
كتب متأثرا بالنحو كأبى حيان ، ومن كتب متناولا القضايا البلاغية كالزمخشرى ، أو
متأثرا بالمذاهب الكلامية كالفخر الرازى ، أو بالتصوف كابن عربى.
ومن المتأخرين
من جمع فى تفسيره ألوانا متعددة من تلك العلوم والثقافات كالألوسى. والذى لا شك
فيه أن مثل هذه التفسيرات ، وإن كان الطابع العام
__________________