الغائب ، فيرتدع الناس عن مثله ، ويرتدع المضروب ويستحيي فلا يعود إلى مثل ذلك. واختلفوا في مبلغ عدد الطائفة ، فقال الزهريّ : (أقلّه ثلاثة) ، وقال ابن زيد : (أربعة بعد شهود الزّنا) (١) ، وقال قتادة : (نفر من المسلمين) (٢).
وفي الخبر : [إقامة حدّ في أرض خير لأهلها من مطر أربعين يوما](٣). وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : [يا معشر النّاس ؛ اتّقوا الزّنا فإنّ فيه ستّ خصال ؛ ثلاث في الدّنيا وثلاث في الآخرة ، فاللّاتي في الدّنيا : تذهب البهاء ، وتورث الفقر ، وتنقص العمر. وأمّا اللّاتي في الآخرة : فتوجب السّخط ؛ وسوء الحساب ؛ والخلود في النّار](٤).
وقال صلىاللهعليهوسلم : [أعمال أمّتي تعرض عليّ في كلّ يوم مرّتين ، فاشتدّ غضب الله على الزّناة](٥). وعن وهب بن منبه قال : (مكتوب في التوراة : الزّاني لا يموت حتى يفتقر ، والقوّاد لا يموت حتى يعمى).
فإن قيل : لم بدأ الله بذكر الزّانية قبل ذكر الزّاني فقال تعالى (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) ،
__________________
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان : النص (١٩٤٨٢).
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان : النص (١٩٤٧٩).
(٣) رواه النسائي في السنن : كتاب قطع السارق : باب الترغيب في إقامة الحد : ج ٨ ص ٧٦. وابن حبان في الإحسان : كتاب الحدود : الحديث (٤٣٩٧). والطبراني في الكبير : ج ١١ ص ٢٦٧ : الحديث (١١٩٣٢) ، وفي الأوسط بلفظ : [وحدّ يقام في الأرض بحقّه أزكى فيها من مطر أربعين عاما].
(٤) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء : ج ٤ ص ١١١ ؛ وقال : (غريب من حديث الأعمش ، تفرد به مسلمة ، وهو ضعيف الحديث) من حديث حذيفة. وأخرجه ابن عدي في الكامل : ج ٨ ص ١٩ ـ ٢٠ : ترجمة مسلمة بن علي : الرقم (١٧٨ / ١٧٩٩) ؛ وقال : (منكر ... متروك الحديث). وبلفظ [إياكم والزنا فإن فيه أربع خصال ...] أخرجه الطبراني في الأوسط : الحديث (٧٠٩٢) عن ابن عباس. وفي مجمع الزوائد : ج ٦ ص ٢٥٤ ـ ٢٥٥ ؛ قال الهيثمي : (رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه عمرو بن جميع ، وهو متروك).
(٥) ذكره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن : ج ١٢ ص ١٦٧. ولم أقف عليه.