الشّيء وأنبت بمعنى واحد ، قال الشاعر :
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم |
|
قطينا لهم حتّى إذا أنبت البقل |
ويجوز أن تكون الباء زائدة على قراءة من ضمّ التاء ، كقوله (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)(١). قوله تعالى : (وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) يعني الإدام ، لأن الزيت إدام يصبغ به الخبز ، يقال : صبغ وصباع كما يقال : لبس ولباس (٢).
قوله تعالى : (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً ؛) أي لعظة ودلالة على وحدانيّتنا لو اعتبرتم واستدللتم ، (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها) يعني اللّبن ، (وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ ؛) من الأولاد والأوتار والأصواف والأشعار والرّكوب على الإبل ، (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) (٢١) ؛ يعني لحومها.
قوله تعالى : (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) (٢٢) ؛ أي تحملون على الإبل في البرّ وعلى السّفن في البحر ، وهذا كقوله تعالى (وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)(٣) يقال : إن الله تعالى جعل للناس مركبين ، مركبا ليّنا لسير البرّ ، ومركبا يابسا لسير البحر.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ ؛) أي أرسلناه إليهم ليدعوهم إلى عبادتنا ، (فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) (٢٣) عبادة غيره. (فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ؛) أي الأشراف منهم والرؤساء قالوا لسفائهم : (ما هذا ؛) الذي يدعوكم إلى التوحيد ، (إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ؛) أي آدميّ مثلكم ، (يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ؛) أي يتقدّم عليكم بدعوى النبوّة ليكون له الفضل عليكم فتكونوا له تبعا ، (وَلَوْ شاءَ اللهُ ؛) أن يرسل إلينا رسولا من عنده ، (لَأَنْزَلَ ؛) أي لأرسل (مَلائِكَةً ؛) من عنده ، (ما سَمِعْنا بِهذا ؛) بمثل هذه الدّعوة ، (فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ) (٢٤) ؛ ولا أرسل
__________________
(١) البقرة / ١٩٥.
(٢) ينظر : الحجة للقراء السبعة : ج ٣ ص ١٨٠.
(٣) الاسراء / ٧٠.