قال محمّد بن كعب في الطّمس : (كان الرّجل منهم مع أهله في فراشه ، وإذا قد صارا حجرين ، وأنّ المرأة القائمة تخبز وقد صارت حجرا ، وأنّ المرأة في الحمّام وأنّها لحجر ، وكانت تنقلب الفواكه والفلوس والدّراهم والدّنانير أحجارا).
وروي : أنّ يهوديّا قال لصاحبه : تعال حتّى نسأل هذا النّبيّ ، فأتياه فسألاه عن هذه الآية (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ) قال : [لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم الله ، ولا تزنوا ، ولا تسرقوا ، ولا تأكلوا الرّبا ، ولا تسحروا ، ولا تمشوا ببريء إلى سلطان ليقتله ، ولا تقذفوا المحصنة ، ولا تفرّوا من الزّحف ، وعليكم خاصّة يا يهود أن لا تعدوا في السّبت] فقبّلوا يده وقالوا : نشهد أنّك نبيّ (١).
قوله تعالى : (فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ ؛) الخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوسلم والمراد به غيره ؛ لأنه صلىاللهعليهوسلم كان يقع له العلم من عند الله ، فكان لا يحتاج في معرفة ذلك إلى الرّجوع إلى أهل الكتاب ، فكأنّه تعالى قال : فاسأل أيها السامع وأيها الشّاكّ بني إسرائيل إذ جاءهم موسى بالبيّنات ، قال ابن عباس : (فاسأل بني إسرائيل ، يعني المؤمنين من قريظة والنّضير).
قوله تعالى : (فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) (١٠١) ؛ أي إنّي لأظنّك يا موسى قد سحرت فلذلك تدّعي النبوة ، وقيل : هذا مفعول بمعنى فاعل كأنه قال : إنّي لأظنك ساحرا ، وقيل : المسحور المخدوع.
قوله تعالى : (قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي قال موسى لفرعون : لقد علمت يا فرعون أنّ هذه الآيات لا تدخل في مقدور العباد ، فلم ينزلها إلا ربّ السموات والأرض ، (بَصائِرَ ؛) أي حججا للناس يبصرون بها في أمر دينهم ، (وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) (١٠٢) ؛ وإني لأعلم يا فرعون إنّك هالك ، يقال : ثبر الرجل فهو مثبور ؛ أي هالك ، والظنّ قد يذكر بمعنى اليقين على ما تقدّم.
__________________
(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير : ج ٨ ص ٦٩ ـ ٧٠ : الحديث (٧٣٩٦). والترمذي في الجامع : أبواب الاستئذان : باب ما جاء في قبلة اليد : الحديث (٢٧٣٣) ؛ وقال : حسن صحيح.