من الآيات ، وليس عليك أن تأتي بشهواتهم وما يفرحون من الآيات ، (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ ؛) من مقالتهم وغير ذلك ، (وَكِيلٌ) (١٢) ؛ أي حفيظ.
والفرق بين ضائق وضيّق ، أن الضائق يكون بضيق عارض ، والضّيق قصور الشيء عن مقدار غيره أن يكون فيه ، وموضع (أَنْ يَقُولُوا) حذف الباء (١) تقديره : ضائق به صدرك بأن يقولوا.
قوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ ؛) معناه : بل يقول الكفّار : اختلق محمّد القرآن من تلقاء نفسه ، قل لهم يا محمّد : إن كان هذا مفترى على الله فأتوا بعشر سور مثله مفتريات مختلفات ، فإنّ القرآن نزل بلغتكم ، وأنا نشأت بين أظهركم ، فإن لم يمكنكم أن تأتوا بمثل القرآن فاعلموا أنه من عند الله ، (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ ،) أي استعينوا بكلّ أحد يقدر على الإتيان بعشر سور مثله مفتريات ، (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٣) ؛ في مقالتكم أنّ محمّدا اختلقه.
وذهب بعض المفسّرين : إلى أن المراد بالسّور العشر : من سورة البقرة إلى هذه السّورة ، والأولى أن يقال : إن المراد فاتوا بعشر سور مثل سور القرآن أيّ سورة كانت ، لأن سورة هود مكّية ، وسورة البقرة وما بعدها مدنيّات.
قوله تعالى : (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ؛) (١٤) الخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوسلم والمسلمين ؛ أي فإن لم يجبك هؤلاء الكفّار إلى الإتيان بمثل القرآن ، فاعلموا أنّ هذا القرآن أنزله جبريل بعلم الله وأمره. ويجوز أن يكون بعلم الله ؛ أي بما أنزل الله فيه من غيب.
ويجوز أن يكون معناه : فإن لم يستجيبوا لكم ؛ أي فإن لم يجبكم الذين دعوتموهم إلى المعاونة إلى الإتيان بمثل هذا القرآن ، فقد قامت عليكم الحجّة ، فاعلموا أنّما أنزل بعلم الله ، واعلموا أنّما أنزله إلّا هو ، ولا ينزل الوحي أحد غيره ، فهل أنتم تخلصون لله في التوحيد والعبادة.
__________________
(١) في المخطوط : (خفض الياء) وهو تحريف ؛ لا يتناسق مع سياق الكلام.