أعانوا بني الوليد بن بكر وكانوا حلفاءهم على خزاعة ؛ وخزاعة حلفاء النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فهزموا خزاعة ، فجاء وفد خزاعة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأخبره بالقصّة ، وناشدوا حلفه فقال قائلهم (١) :
يا رب إنّي ناشد محمّدا |
|
حلف أبينا وأبيه الأتلدا |
كنّا والدا وكنت ولدا (*) |
|
ثمّت أسلمنا ولم ننزع يدا |
فانصر هداك الله نصرا أبدا |
|
وادع عباد الله يأتوا مددا |
فيهم رسول الله قد تجرّدا |
|
إنّ قريشا أخلفوك الموعدا |
ونقضوا ميثاقك المؤكّدا |
|
وبيّتونا بالوتير هجّدا |
نتلوا القرآن ركّعا وسجّدا |
فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : [لا نصرت إن لم أنصركم] فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله أتنصرهم على قومنا؟! قال : [لا نصرت إن لم أنصركم] ثمّ أمر النّاس أن يتجهّزوا إلى فتح مكّة ، ففتحها الله تعالى على يديه.
وأحلّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم يومئذ القتال لخزاعة ولم يحلّه لأحد غيرهم ، فذلك قوله تعالى : (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) أي نقضوا عهودهم يعني قريشا ، (وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ) من مكّة حين اجتمعوا على قتله في دار النّدوة (وهم بدءوكم أوّل مرّة) أي هم الذين بدأوا بنقض العهد حين قاتلوا خزاعة حلفاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، (أَتَخْشَوْنَهُمْ ؛) أي تخافون أن ينالكم مكروه في قتالهم فتتركوا قتالهم ، (فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ ؛) تخافوه في ترككم لقتالهم ، (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١٣) ؛ مصدّقين بعقاب الله وثوابه.
قوله تعالى : (قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ ؛) أي قاتلوا أهل مكّة يعذّبهم الله بأيديكم بالسّيف ، (وَيُخْزِهِمْ ؛) أي يذلّهم ، (وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ
__________________
(١) هو عمرو بن سالم ؛ في الدر المنثور : ج ٤ ص ١٣٨ ـ ١٣٩ ؛ قال السيوطي : ((أخرجه ابن اسحق والبيهقي في الدلائل عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة)) وفيه بعض اختلاف.
(*) في المخطوط : (ووالد لكنت وكنّا ولدا) ولا يستقيم المعنى.