أغرّ محجّلا من أثر الوضوء ؛ ضاحكا مستبشرا. ومن دخل النّار عرفوه بسواد وجهه وزرقة عينيه) (١).
وعن أبي مجلز رحمهالله أنه قال : (هم الملائكة) (٢). فبلغ ذلك مجاهد فقال : (كذب أبو مجلز ؛ يقول الله تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ.) فبلغ ذلك أبا مجلز ؛ فقال : (هم الملائكة ، والملائكة ذكور ليس بإناث ؛ صورهم صور الرّجال).
وقيل : قوم استوت حسناتهم وسيّئاتهم ، فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء ، ثم يدخلون الجنّة بفضل رحمته ؛ وهم آخر من يدخل الجنة قد عرفوا أهل الجنّة وأهل النار. فإذا أراد الله أن يعافيهم انطلق بهم إلى نهر يقال له : نهر الحياة ؛ كأفتات الذهب ؛ مكلّل باللّؤلؤ ؛ ترابه المسك. فيلقوا فيه حتى تصبح ألوانهم في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها ، ثم يؤتى بهم فيدخلون الجنّة ، يسمّون مساكين أهل الجنّة.
وسأل رجل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله! من أصحاب الأعراف؟ قال : [هم رجال غزوا في سبيل الله عصاة لآبائهم ؛ فقتلوا فأعتقوا من النّار بقتلهم في سبيل الله ، وحبسوا عن الجنّة بمعصيتهم آباءهم ، فهم آخر من يدخل الجنّة](٣). وروي عن ابن عبّاس أيضا أنه قال : (هم أولاد الزّنا). وعن مجاهد : (أنّهم قوم رضي عنهم آباؤهم دون أمّهاتهم ، أو أمّهاتهم دون آبائهم ، فيحبسون في الأعراف إلى أن يقضي الله بين خلقه ، ثمّ يدخلون الجنّة).
قوله تعالى : (وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) (٤٦) ؛ معناه : أنّ أصحاب الأعراف إذا نظروا إلى أصحاب الجنّة قالوا لهم : سلام عليكم ، فيردّ أهل الجنّة عليهمالسلام. قوله تعالى : (لَمْ يَدْخُلُوها) أي لا (٤) يدخل أصحاب الأعراف الجنّة وهم يطمعون في دخولها ، بأن يغفر الله لهم
__________________
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (١١٤٠١) مختصرا ، والأثر (١١٤٠٣).
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (١١٤١٢).
(٣) أخرجه الطبري في جامع البيان : الحديث (١١٤٠٨) وفيه من لم يسمّ.
(٤) في المخطوط : (دخولها يدخل ...) وهو تحريف.