ليلة القدر ؛ أي : الخطر والشرف. من قولهم : رجل له قدر. أو لأنّ من لم يكن له قدر ، إذا أحياها صار ذا قدر. أو لأنّ الأرض تضيق فيها بالملائكة. من قوله : (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)(١). (٢)
[٢] (وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢))
(وَما أَدْراكَ) ـ يا محمّد ـ خطر ليلة القدر؟ وهذا حثّ على العبادة فيها. (٣)
[٣] (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣))
(خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ؛ أي : قيام ليلة القدر والعمل فيها خير من ألف شهر ليس فيه ليلة القدر. وعن ابن عبّاس قال : ذكر لرسول الله صلىاللهعليهوآله رجل من بني إسرائيل حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر ، فعجب من ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله عجبا شديدا وتمنّى أن يكون ذلك في أمّته ، فقال : يا ربّ أمّتي أقصر أعمارا وأقلّ الناس عملا. فأعطاه الله ليلة القدر وقال : (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) الذي حمل الإسرائيليّ السلاح في سبيل الله لك ولأمّتك من بعدك إلى يوم القيامة في كلّ رمضان. (٤)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) تملكها بنو أميّة ليس فيها ليلة القدر. (٥)
[٤ ـ ٥] (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥))
(وَالرُّوحُ). يعني جبرئيل. ينزلون إلى الأرض ليسمعوا الثناء على الله وقراءة القرآن. وقيل : ليسلّموا على المسلمين. (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) ؛ أي : بأمره. (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) ؛ أي : بكلّ أمر من الخير والبركة والرزق والأجل إلى مثلها من العام القابل. فعلى هذا يكون الوقف هنا تامّا ، ثمّ
__________________
(١) الطلاق (٦٥) / ٧.
(٢) مجمع البيان ١٠ / ٧٨٦.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٧٨٩.
(٤) مجمع البيان ١٠ / ٧٨٩.
(٥) انظر : مقدّمة الصحيفة الكاملة السجّادية.