تحت رمحي. (١)
[٩ ـ ١٠] (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠))
عن أبي أوفى قال : كنّا جلوسا عند رسول الله ، فأتاه غلام فقال : يتيم ، وأخت لي يتيمة ، وأمّ لي أرمله. أطعمنا ممّا أطعمك الله. أعطاك الله ممّا عنده حتّى ترضى. قال : ما أحسن ما قلت يا غلام! اذهب يا بلال فأتنا بما عندنا. فجاء بواحدة وعشرين تمرة فقال : يا غلام ، لكلّ واحد منكم سبع. فقام معاذ ومسح رأسه وقال : جبر الله يتمك. فقال له رسول الله : رأيتك [و] ما صنعت. قال : رحمته. قال : لا يلي أحد منكم يتيما فأحسن ولايته ويضع يده على رأسه إلّا كتب الله له بكلّ شعرة حسنة ومحا عنه بكلّ شعرة سيّئة ورفع له بكلّ شعرة درجة. عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله : لقد سألت ربّي مسألة وددت أنّي لم أسأله. قلت : أي ربّ إنّه كانت أنبياء قبلي منهم من سخّرت له الريح ، ومنهم من كان يحيي الموتى ، ومنهم ومنهم. فقال : ألم أجدك يتيما فآويتك؟ قال : قلت : بلى. قال : ألم أجدك ضالّا فهديتك؟ قال : قلت : بلى أي ربّ. قال : ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك؟ قال : قلت : بلى أي ربّ. والمعنى : ألم نوسّع قلبك بالنبوّة والعلم حتّى قمت بأداء الرسالة وصبرت على المكاره واطمأننت إلى الإيمان فلم تضق به ذرعا؟ فشرح سبحانه صدره بأن ملأه علما وحكمة ورزقه حفظ [القرآن و] شرائع الإسلام. (٢)
(فَلا تَقْهَرْ) ؛ أي : لا تغلبه على ماله وحقّه لضعفه. (٣)
[١١] (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١))
(فَحَدِّثْ). التحديث بنعمة الله شكرها وإشاعتها. والمعنى : انّك كنت يتيما وضالّا وعائلا فآواك الله وهداك وأغناك. ومهما يكن من شيء فلا تنس نعمة الله عليك في هذه
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٧٦٧ ـ ٧٦٨.
(٢) مجمع البيان ١٠ / ٧٦٧ و ٧٧٠.
(٣) الكشّاف ٤ / ٧٦٨.