الكهان. فنقول هو سحر يؤثر عن غيره. (فَقُتِلَ) ؛ أي : لعن وعذّب. وقيل : لعن بما يجري مجرى القتل. (وَبَسَرَ). البسور : بدوّ التكرّه في الوجه. (إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) ؛ أي : يروى عن السحرة. أو من الإيثار. أي : تؤثره النفوس وتختاره لحلاوته فيها. (١)
(وَبَسَرَ) ؛ أي : لوّى شدقه. (سِحْرٌ يُؤْثَرُ) عن أهل بابل. فتفرّقوا [متعجّبين] منه. (٢)
(فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ* ثُمَّ قُتِلَ). تعجيب من تقديره وإصابته فيه المحز ورميه الغرض الذي كان تنتحيه القريش. أو ثناء عليه على طريق الاستهزاء. ومعنى قول القائل : قتله الله ما أشجعه ، الإشعار بأنّه قد بلغ المبلغ الذي هو حقيق بأن يحسد ويدعو عليه حاسده بذلك. (ثُمَّ نَظَرَ) الوليد في وجوه الناس. (ثُمَّ عَبَسَ) ؛ أي : قطب وجهه. ثمّ زحف مدبرا وتشاوس مستكبرا لما خطرت بباله الكلمة الشنعاء وهمّ بأن يرمي بها وصف أشكاله التي تشاكل بها حتّى استنبط ما استنبط استهزاء به. وتلك الكلمة هي قوله : إنّ محمّدا ساحر. وهو أفسق الناس له. وقيل : قدّر ما يقوله. ثمّ نظر فيه. ثمّ عبس لمّا ضاقت عليه الحيل ولم يدر ما يقول. فإن قلت : ما معنى «ثم» الداخلة في تكرير الدعاء؟ قلت : الدلالة على أنّ الكرّة الثانية أبلغ من الأولى. وأمّا معنى المتوسّطة بين الأفعال التي بعدها ، فهو الدلالة على أنّه قد تأتّى في التأمّل وتمهّل وكأنّ بين الأفعال المتناسقة تراخ وتباعد. فإن قلت : فلم قيل : (فَقالَ) بالفاء بعد عطف ما قبله بثمّ؟ قلت : لأنّ الكلمة لمّا خطرت بباله بعد التطلّب ، لم يتمالك أن نطق بها من غير تلبّث. (إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ). [إن قلت : فلم] لم يتوسّط حرف العطف بين الجملتين؟ قلت : لأنّ الأخرى منها جرت من الأولى مجرى التوكيد من المؤكّد. (٣)
عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) ـ إلى آخر الآيات ـ : نزلت في عمر بن الخطّاب. (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) : [فكّر] فيما أمر به من الولاية وقدّر إن مضى رسول الله ألّا يسلّم لأمير المؤمنين عليهماالسلام البيعة التي بايعه بها على عهد رسول الله. ([فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ]
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٥٨٥ ـ ٥٨٦ و ٥٨٣.
(٢) الجوامع / ٥١٨.
(٣) الكشّاف ٤ / ٦٤٩ ـ ٦٥٠.