[٩ ـ ١٠] (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠))
(غَيْرُ يَسِيرٍ) ؛ أي : غير هيّن ولا سهل. (١)
[١١ ـ ١٦] (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (١١) وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (١٢) وَبَنِينَ شُهُوداً (١٣) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (١٤) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (١٥) كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (١٦))
(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً). نزلت الآيات في الوليد بن المغيرة المخزوميّ. وذلك أنّه قال لقريش في دار الندوة : أنتم ذوو أحلام. وإنّ العرب يأتونكم فينطلقون من عندكم على أمر مختلف. فاجمعوا أمركم على شيء واحد. فما تقولون في هذا الرجل؟ قالوا : شاعر. فعبس عندها [و] قال : ما يشبه قوله قول الشاعر. قالوا : كاهن. قال : لا يحدّث بما يحدّث به الكهنة. قالوا : مجنون. قال : تأتونه فما تجدونه مجنونا. قالوا : ساحر. لأنّه يبغّض بين المتحابّين ويحبّب بين المتباغضين. قال : فهو ساحر. فاتّفقوا على ذلك ، فكان لا يلقى أحد منهم النبيّ إلّا قال له : يا ساحر. فاشتدّ ذلك عليه. فأنزلت السورة. (ذَرْنِي) ؛ أي : دعني وهذا الكافر. دعني ومن خلقته متوحّدا بخلقه. وإن حملته على صفة المخلوق ، فمعناه : دعني ومن خلقته في بطن أمّه وحده لا مال له ولا ولد. أي : خلّ بيني وبينه ، فأنا أتفرّد بهلاكه. قال ابن عبّاس : كان الوليد يسمّى الوحيد في قومه. وعن أبي عبد الله أنّ الوحيد ولد الزنى. (٢)
إنّما سمّي الوليد وحيدا لأنّه قال لقريش : أنا أتوحّد بكسوة البيت سنة وعليكم في جماعتكم سنة. (٣)
(مالاً مَمْدُوداً) : ما بين مكّة إلى الطائف من الإبل والخيل المسوّمة والنعم المرحلة والمستغلّات [التي] لا تنقطع غلّتها والجواري والعبيد. وقيل : الممدود الذي لا ينقطع غلّته حتّى يدرك غلّة سنة أخرى فهو ممدود على الأيّام. وكان له بستان بالطائف لا ينقطع خيره في صيف ولا شتاء. (وَبَنِينَ شُهُوداً) : حضورا معه بمكّة لا يغيبون عنه لغناهم عن ركوب
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٥٨٢.
(٢) مجمع البيان ١٠ / ٥٨٣ ـ ٥٨٤.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٩٤.