[٣] (وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣))
(وَما أَدْراكَ) ؛ أي : أيّ شيء أعلمك ما الحاقّة؟ يعني أنّه لا علم لك بكنهها ومدى عظمها. (١)
[٤] (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (٤))
(بِالْقارِعَةِ). وهي التي تقرع الناس بالأفزاع والأهوال والسماء بالانشقاق. (٢)
[٥] (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥))
ذكر من كذّب بها وما حلّ بهم بسبب التكذيب ، تخويفا لأهل مكّة عن عاقبة تكذيبها. (بِالطَّاغِيَةِ) : بالواقعة المجاوزة للحدّ في الشدّة. قيل : هي الرجفة. وعن ابن عبّاس : الصاعقة. وقيل : بعث الله عليهم صيحة فأهمدتهم. وقيل : الطاغية مصدر كالعافية. أي : بطغيانهم. وليس بذلك لعدم الطباق بينها وبين قوله : (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ). (٣)
[٦] (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (٦))
والصرصر : الشديدة الصوت لها صرصرة. وقيل : الباردة. من الصرّ. كأنّها التي كرّر فيها البرد وكثر فهي تحرق لشدّة بردها. (عاتِيَةٍ) : شديدة العصف والعتوّ. استعارة. أو عتت على عاد فما قدروا على ردّها بحيلة من استتار ببناء أو اختفاء في حفرة فإنّها كانت تنزعهم من مكانهم وتهلكهم. وقيل : عتت على خزّانها فخرجت بلا كيل ولا وزن. وعنه صلىاللهعليهوآله : انّ الماء والريح لا يخرج إلّا بمكيال إلّا يوم عاد ويوم نوح فإنّه عتى عن الخزّان. ثمّ قرأ : (لَمَّا طَغَى الْماءُ) ـ الآية (٤) ـ وقرأ : (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ). (٥)
عن أبي جعفر عليهالسلام : وأمّا الريح العقيم ، فإنّها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الأرحام و
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٥٩٨.
(٢) الكشّاف ٤ / ٥٩٨.
(٣) الكشّاف ٤ / ٥٩٨ ـ ٥٩٩.
(٤) الحاقّة (٦٩) / ١١.
(٥) الكشّاف ٤ / ٥٩٩.