الأرض. والله لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار. وهم ـ والله ـ ينوّرون قلوب المؤمنين. ويحجب الله نورهم عن من يشاء فتظلم قلوبهم. (١)
[٩] (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩))
(يَجْمَعُكُمْ). يعقوب بالنون. (٢)
(لِيَوْمِ الْجَمْعِ). وهو يوم القيامة. (يَوْمُ التَّغابُنِ). تفاعل من الغبن وهو أخذ خير وترك شرّ أو بالعكس. فالمؤمن ترك حظّه من الدنيا وأخذ حظّه من الآخرة ، والكافر بالعكس ، فكان المؤمن غابنا والكافر مغبونا. وقيل : يوم التغابن غبن أهل الجنّة أهل النار. وقد روي عنه صلىاللهعليهوآله في تفسير هذا : ما من عبد مؤمن يدخل الجنّة إلّا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا. وما من عبد يدخل النار إلّا أري مقعده من الجنّة لو أحسن ليزداد حسرة. (يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ). أهل المدينة وابن عامر : نكفر عنه و «ندخله» بالنون. (٣)
(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ). منصوب بقوله : (لَتُنَبَّؤُنَّ) أو بخبير لما فيه من معنى الوعيد. كأنّه قال : والله معاقبكم يوم يجمعكم. (التَّغابُنِ). مستعار من تغابن القوم في التجارة ـ وهو أن يغبن بعضهم بعضا ـ لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كانوا ينزلونها لو كانوا أشقياء. (وَيَعْمَلْ صالِحاً) ؛ أي : عملا صالحا. (٤)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : (يَوْمُ التَّغابُنِ) يوم يغبن أهل الجنّة أهل النار. (٥)
__________________
(١) الكافي ١ / ١٩٤ ، ح ١.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٩٩.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٤٥٠ و ٤٤٩.
(٤) الكشّاف ٤ / ٥٤٨ ـ ٥٤٩.
(٥) معاني الأخبار / ١٥٦ ، ح ١.