سمج الخلقة. قلت : لا سماجة ، ولكنّ الحسن كغيره من المعاني على طبقات ومراتب. فلانحطاط بعض الصور عن مراتب ما فوقها انحطاطا بيّنا وإضافتها إلى الموفى عليها لا تستملح وإلّا فهي داخلة في حيّز الحسن غير خارجة من حدّه. وقالت الحكماء : شيئان لا غاية لهما : الجمال والبيان. (١)
[٤] (يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٤))
(بِذاتِ الصُّدُورِ) ؛ أي : بأسرار الصدور وبواطنها. (٢)
[٥] (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٥))
(وَبالَ أَمْرِهِمْ) ؛ أي : عاقبة كفرهم من العذاب بالإهلاك والاستئصال. (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) يوم القيامة. (٣)
(كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ). كقوم نوح وعاد وصالح. (وَبالَ أَمْرِهِمْ) : ضرر كفرهم في الدنيا. وأصله : الثقل. ومنه الوبيل لطعام يثقل على المعدة. والوابل : المطر الثقيل الأقطار. (٤)
[٦] (ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللهُ وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٦))
(ذلِكَ) ؛ أي : المذكور من الوبال والعذاب (بِأَنَّهُ) : بسبب أنّ الشأن. (٥)
(ذلِكَ) ؛ أي : العذاب الذي نالهم في الدنيا والذي ينالهم في الآخرة. (بِالْبَيِّناتِ) ؛ أي : المعجزات. (أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا). لفظه واحد والمراد به الجمع. أي : أخلق مثلنا يهدوننا إلى الحقّ ويدعوننا إلى غير دين آبائنا؟ استصغارا منهم للبشر أن يكونوا رسلا من الله ، استكبارا و
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٥٤٦ ـ ٥٤٧.
(٢) مجمع البيان ١٠ / ٤٤٨.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٤٤٨.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٩٨.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٩٨.