عائشة أنّها قالت : ما فارق رسول الله الدنيا حتّى حلّل له ما أراد من النساء. (١)
(وَلا أَنْ تَبَدَّلَ) : ولا أن تستبدل. قيل فيه : هو من البدل الذي كان في الجاهليّة ؛ كان يقول الرجل للرجل : بادلني بامرأتك وأبادلك بامرأتي ، فينزل كلّ واحد منهما عن امرأته لصاحبه. ويحكى أنّ عيينة بن حصن دخل على النبيّ وعنده عائشة ، قال عيينة : أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق؟ فقال صلىاللهعليهوآله : إنّ الله حرّم ذلك. (وَلَوْ أَعْجَبَكَ). في موضع الحال من الفاعل وهو الضمير في تبدّل ، لا من المفعول الذي هو الأزواج ، لأنّه موغّل في التنكير. وتقديره : مفروضا إعجابك بهنّ. وقيل : هي أسماء بنت عميس الخثعميّة امرأة جعفر بن أبي طالب والمراد أنّها ممّن أعجبه حسنهنّ. (إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ). استثناء من المحرّم. (رَقِيباً) : حافظا مهيمنا. وهو تحذير عن مجاوزة حدوده وتخطّي حلاله إلى حرامه. (٢)
[٥٣] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً (٥٣))
(يُؤْذَنَ لَكُمْ). في معنى الظرف. تقديره : وقت أن يؤذن لكم. و (غَيْرَ ناظِرِينَ) حال من (لا تَدْخُلُوا). وقع الاستثناء على الوقت والحال معا. كأنّه قيل : لا تدخلوا بيوت النبيّ إلّا وقت الإذن ، ولا تدخلوها إلّا غير ناظرين. وهؤلاء قوم كانوا يتحيّنون طعام رسول الله فيدخلون ويقعدون منتظرين لإدراكه. ومعناه : تدخلوا ـ يا هؤلاء المتحيّنون للطعام ـ إلّا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه. وإلّا فلو [ما] كان لهؤلاء خصوصا ، لما جاز لأحد أن يدخل بيوت النبيّ إلّا أن يؤذن له إذنا خاصّا وهو الإذن إلى الطعام فحسب. وإني
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٥٧٥ ـ ٥٧٦.
(٢) الكشّاف ٣ / ٥٥٣ ـ ٥٥٤.