كثيرا. وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من سبّح تسبيح الزهراء عليهاالسلام فقد ذكر الله ذكرا كثيرا. (١)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : إذا سبّحت تسبيح الزهراء عليهاالسلام باللّيل مرّة وبالنهار مرّة ، فقد ذكرت الله كثيرا. (٢)
[٤٢] (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٤٢))
(وَسَبِّحُوهُ) ؛ أي : نزّهوه عمّا لا يليق به بالغداة والعشيّ. والأصيل : العشيّ. قيل : يعني به صلاة الصبح وصلاة العصر. وقيل : صلاة الصبح وصلاة العشاء الآخرة. خصّهما بالذكر لمزيّتها على غيرها من حيث إنّ ملائكة اللّيل والنهار يجتمعون فيهما. وقيل : البكرة صلاة الفجر. والأصيل الظهران والعشاء. وسمّيت الصلاة تسبيحا لما فيها من التسبيح. (٣)
[٤٣] (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (٤٣))
(يُصَلِّي عَلَيْكُمْ). الصلاة من الله المغفرة والرحمة. وقيل : الثناء والكرامة. وصلاة الملائكة طلب إنزال الرحمة. (مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) ؛ أي : من الجهل بالله تعالى إلى معرفته. أو : من الضلالة إلى الهدى بألطافه وهدايته. (٤)
عن ابن عبّاس في قوله : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ) قال : الصلاة على النبيّ وأهل بيته صلّى الله عليهم لا غير. فهذه الآية خاصّة لمحمّد وآله ليس لغيرهم فيها نصيب. لأنّ الله لم يصلّ على أحد إلّا عليهم. (٥) لأنّه لو صلّى على أحد غيرهم ، لكان هو والنبيّ في الفضل سواء. لأنّ الله سبحانه قال : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ)(٦) وقال للمؤمنين : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ). فلم يبق بينه وبينهم فرق ، فلم يبق إلّا أن
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٥٦٨.
(٢) تأويل الآيات ٢ / ٤٥٤.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٥٦٨.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٥٦٨.
(٥) إلى هنا تمّ ما عن ابن عبّاس.
(٦) الأحزاب (٣٣) / ٥٦.