[٤٣] (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (٤٣))
(نُحْيِي وَنُمِيتُ). أخبر سبحانه عن نفسه أنّه الذي يحيي الخلق بعد أن كانوا جمادا أمواتا ، ثمّ يميتهم بعد أن كانوا أحياء ، ثمّ يحييهم يوم القيامة وهو قوله : (وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ). (١)
[٤٤] (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ (٤٤))
(يَوْمَ تَشَقَّقُ) ؛ أي : تتشقّق وتتصدّع فيخرجون منها (سِراعاً) يسرعون إلى الداعي بلا تأخير. (ذلِكَ حَشْرٌ). والحشر : الجمع بالسوق من كلّ جهة. (عَلَيْنا يَسِيرٌ) ؛ أي : سهل غير شاقّ هيّن غير متعذّر مع تباعد ديارهم وقبورهم. (٢)
(يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ). قال : في الرجعة. (٣)
[٤٥] (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ (٤٥))
(بِجَبَّارٍ) ؛ أي : بمسلّط قادر على قلوبهم فتجبرهم على الإيمان. وقيل : معناه : ما أنت عليهم بفظّ غليظ لا تحلم عنهم. فاحتمل أذاهم. قال تغلب : جاءت أحرف على فعّال بمعنى مفعل ، مثل درّاك بمعنى مدرك وسرّاع بمعنى مسرع وسقّاط بمعنى مسقط. وقيل : جبّار من جبرته على الأمر بمعنى أجبرته. وهي لغة كنانة. (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ). إنّما خصّ بالذكر من يخاف وعيد الله لأنّه الذي ينتفع به. (٤)
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ٢٢٦.
(٢) مجمع البيان ٩ / ٢٢٦.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٢٧.
(٤) مجمع البيان ٩ / ٢٢٧.