(يَوْمَ نَقُولُ). منصوب بظلّام أو باذكر أو أنذر مقدّرا. وسؤال جهنّم وجوابها من التخييل الذي يقصد به تصوير المعنى في القلب. وفيه معنيان : أحدهما أنّها تمتلىء مع اتّساعها وتباعد أطرافها حتّى لا يسعها شيء ولا يزاد على امتلائها ؛ لقوله : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ). (١) والثاني أنّها من السعة بحيث يدخلها من يدخلها وفيها موضع للمزيد. أو يكون طلبا للزيادة غيظا على العصاة. (٢)
وفي حديث الوسيلة أنّ رضوان يأتي بمفاتيح الجنّة ومالك بمفاتيح النار يدفعانها إلى رسول الله فيدفعها النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى عليّ عليهالسلام فيقعد على شفير النار ويقول : يا نار ، هذا لي وهذا لك. (٣)
[٣١] (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١))
(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ) ؛ أي : زيّنت. (غَيْرَ بَعِيدٍ) ؛ أي : بسرعة. (٤)
(غَيْرَ بَعِيدٍ). نصب على الظرف ـ أي : مكانا غير بعيد ـ أو على الحال وتذكيره لأنّه على زنة المصادر والمصادر يستوي في الوصف بها المذكّر والمؤنّث. (٥)
[٣٢] (هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢))
(هذا ما تُوعَدُونَ). جملة اعتراضيّة. (لِكُلِّ أَوَّابٍ). بدل من قوله : (لِلْمُتَّقِينَ) بتكرير الجارّ. وهذا إشارة إلى الثواب أو إلى مصدر أزلفت. والأوّاب : الرجّاع إلى ذكر الله. والحفيظ : الحافظ لحدوده. (٦)
[٣٣ ـ ٣٤] (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (٣٣) ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (٣٤))
__________________
(١) هود (١١) / ١١٩.
(٢) الكشّاف ٤ / ٣٨٨ ـ ٣٨٩.
(٣) انظر : بحار الأنوار ٧ / ٣٢٧.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٢٧.
(٥) الكشّاف ٤ / ٣٨٩.
(٦) الكشّاف ٤ / ٣٨٩.