[١٨] (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨))
(ما يَلْفِظُ) ؛ أي : ما يتكلّم بكلام فيرميه من فيه إلّا لديه حافظ حاضر. يعني الملك ـ إمّا صاحب اليمين وإمّا صاحب الشمال ـ يحفظ عمله لا يغيب عنه. وعنه صلىاللهعليهوآله : صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال. فإذا عمل حسنة ، كتبها له صاحب اليمين بعشر أمثالها. وإذا عمل سيّئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها ، قال له صاحب اليمين : أمسك. فيمسك عنه سبع ساعات. فإن استغفر الله منها ، لم يكتب عليه شيء. وإن لم يستغفر ، كتب عليه واحدة. وفي الحديث أنّه إذا مات ، قال الملكان : يا ربّ قد قبضت عبدك فلانا. فإلى أين؟ قال : سمائي مملوّة بملائكتي ويعبدونني. وأرضي مملوّة بخلقي يطيعونني. اذهبا إلى قبر عبدي إلى يوم القيامة. (١)
[١٩] (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩))
(سَكْرَةُ الْمَوْتِ) : شدّته التي تغلب عقل الإنسان. (بِالْحَقِّ) حتّى عرفه صاحبه. وقيل : المراد بالحقّ الموت. (ذلِكَ) ؛ أي : الموت الذي كنت تهرب منه. (٢)
[٢٠] (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠))
(يَوْمُ الْوَعِيدِ) ؛ أي : وقوع الوعيد الذي خوّف به عباده ليستعدّوا للعمل. (٣)
[٢١] (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١))
(وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ). يعني يوم الوعيد. (سائِقٌ) من الملائكة يحثّها على السير إلى الحساب. (وَشَهِيدٌ) يشهد عليها بما يعلم من حالها وكتبه عليها. فلا يجد إلى الهرب ولا إلى الجحود سبيلا. وقيل : السائق من الملائكة. والشهيد الجوارح. (٤)
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ٢١٦.
(٢) مجمع البيان ٩ / ٢١٧.
(٣) مجمع البيان ٩ / ٢١٧.
(٤) مجمع البيان ٩ / ٢١٩.