حمزة والكسائيّ : فتثبتوا أي : فتوقّفوا إلى أن يظهر لكم الحال. (١)
[٧] (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧))
(فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ). فاتّقوا أن تكذبوه. فإنّ الله يخبره بذلك فتفتضحوا. وقيل : معناه : واعلموا بما أخبر الله من كذب الوليد. (لَعَنِتُّمْ) ؛ أي : لوقعتم في العنت ، وهو الإثم والهلاك. (وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) بالألطاف الداعية إليه. (وَالْفُسُوقَ) ؛ أي : الخروج عن الطاعة. وقيل : هو الكذب. وهو المرويّ عن أبي جعفر عليهالسلام. (أُولئِكَ). يعني الذين وصفهم بالإيمان وزيّنه في قلوبهم. (هُمُ الرَّاشِدُونَ) ؛ أي : المهتدون إلى محاسن الأمور. (٢)
وعن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) : يعني أمير المؤمنين عليهالسلام. (كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ) : الأوّل والثاني والثالث. (٣)
[٨] (فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨))
(فَضْلاً). تعليل لكرّه أو حبّب وما بينهما اعتراض. (٤)
[٩] (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩))
(فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما). لا دلالة فيه على أنّهما إذا اقتتلا بقيا على الإيمان ويطلق عليهما هذا الاسم. ولا يمتنع أن يفسق إحدى الطائفتين أو يفسقا جميعا. (فَإِنْ بَغَتْ) كأن طلبت ما
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤١٦.
(٢) مجمع البيان ٩ / ١٩٩ ـ ٢٠٠.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٣١٩.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤١٦.