وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين بعد وفاة رسول الله والناس في المسجد مجتمعون بصوت عال : (الَّذِينَ كَفَرُوا) ـ الآية. فقال له ابن عبّاس : لم قلت ما قلت؟ قال : قرأت شيئا من القرآن. قال : لقد قلت لأمر. قال : نعم. إنّ الله يقول : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا). (١) فتشهد على رسول الله أنّه استخلف أبا بكر؟ قال : ما سمعته أوصى إلّا إليك. قال : فهلّا بايعتني؟ قال : اجتمع الناس على أبي بكر فكنت منهم. فقال أمير المؤمنين : كما اجتمع أهل العجل على العجل. وها هنا فتنتم. ومثلكم (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً) ـ الآية (٢). (٣)
[٢] (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ (٢))
وقال أبو عبد الله : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) في عليّ (وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ). هكذا نزلت. (وَالَّذِينَ آمَنُوا) ـ الآية. نزلت في أبي ذرّ وسلمان وعمّار والمقداد. (آمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) ؛ أي : ثبتوا على ولاية عليّ عليهالسلام وهو الحقّ من ربّهم الذي نزّل على محمّد صلىاللهعليهوآله. (٤)
(وَهُوَ الْحَقُّ) ؛ أي : ما نزّل على محمّد. لأنّه ناسخ لجميع الشرائع. وقيل : معناه : محمّد هو الحقّ من ربّهم دون ما يزعمون من أنّه سيخرج نبيّ في آخر الزمان من العرب فليس هذا هو. فردّ الله ذلك عليهم. (كَفَّرَ) الله (عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) المتقدّمة بسبب الإيمان. (وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) ؛ أي : معاشهم في أمر دنياهم. وقيل : أمر دينهم ودنياهم بالنصر على الأعداء ودخول الجنّة. (٥)
قال أبو جعفر عليهالسلام : إذا قام القائم من آل محمّد ، ضرب فساطيط لمن يعلّم الناس القرآن
__________________
(١) الحشر (٥٩) / ٧.
(٢) البقرة (٢) / ١٧.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٠٠ ـ ٣٠١.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٠١.
(٥) مجمع البيان ٩ / ١٤٦.