(اتَّخَذَها). الضمير راجع إلى آياتنا. وفائدته الإشعار بأنّه إذا سمع كلاما وعلم أنّه من الآيات ، بادر إلى الاستهزاء بالآيات كلّها ولم يقتصر على ما سمعه. أو لشيء ، فإنّه بمعنى الآية. (١)
[١٠] (مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠))
(مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ) ؛ أي : من وراء ما هم فيه من التعزّز والمال جهنّم. ومعناه : قدّامهم ومن بين أيديهم. ووراء اسم يقع على القدّام والخلف. فما توارى عنك فهو وراؤك ، خلفك كان أو أمامك. (وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ) ؛ أي : ما كسبوه من المال لا يدفع عنهم العذاب ، ولا ما اتّخذوا من الأصنام التي عبدوها لتكون شفعاءهم عند الله. (٢)
[١١] (هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (١١))
(هذا هُدىً) ؛ أي : هذا القرآن الذي تلوناه والحديث الذي ذكرناه هدى ؛ أي : دلالة موصلة إلى الفرق بين الحقّ والباطل. (٣)
ابن كثير ويعقوب وحفص : (أَلِيمٌ) بالرفع. والرجز : أشدّ العذاب. (٤)
[١٢] (اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢))
(سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ) ؛ أي : جعله على هيئة تجري السفن فيه. (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) في أسفاركم الأرباح بالتجارات. (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) هذه النعمة. (٥)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٨٧.
(٢) مجمع البيان ٩ / ١١٠.
(٣) مجمع البيان ٩ / ١١٢.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٨٧.
(٥) مجمع البيان ٩ / ١١٢.