لخدمته وخرجت معه. (مِنْ قَبْلِهِمْ) من قوم نوح وعاد وثمود (أَهْلَكْناهُمْ) وقريش ليسوا بأفضل منهم وإهلاكهم أيسر. (مُجْرِمِينَ) ؛ أي : كافرين. وهؤلاء مثلهم. (١)
[٣٨] (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (٣٨))
(لاعِبِينَ) بل خلقناهما لغرض حكميّ وهو انتفاع المكلّفين بهما. (٢)
[٣٩] (ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٣٩))
(إِلَّا بِالْحَقِّ) ؛ أي : العلم الداعي إلى خلقهما ، والعلم لا يدعو إلّا إلى الصواب. وقيل : معنى بالحقّ أي : الامتحان بالأمر والنهي والتمييز بين المحسن والمسيء. كقوله : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا). (٣)(لا يَعْلَمُونَ). أي صحّة ما قلناه لعدولهم عن الاستدلال على صحّته. (٤)
[٤٠] (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠))
(يَوْمَ الْفَصْلِ). هو يوم القيامة ، لأنّه يفصل بين المحقّ والمبطل. (أَجْمَعِينَ). يعني كفّار قريش ومن تقدّمهم. (٥)
[٤١ ـ ٤٢] (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤١) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٤٢))
(مَوْلًى). المولى : الصاحب الذي من شأنه أن يتولّى معونة صاحبه على أموره. فيدخل في ذلك ابن العمّ والناصر والحليف وغيرهم. وهذا لا ينافي ما تذهب إليه أكثر الأمّة من إثبات الشفاعة للنبيّ والأئمّة عليهمالسلام والمؤمنين. لأنّ الشفاعة لا تحصل إلّا بأمر الله وإذنه ولا
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ١٠٠ ـ ١٠١.
(٢) مجمع البيان ٩ / ١٠١.
(٣) النجم (٥٣) / ٣١.
(٤) مجمع البيان ٩ / ١٠١.
(٥) مجمع البيان ٩ / ١٠١.