(وُجُوهُهُمْ
مُسْوَدَّةٌ) بما ينالهم من الشدّة ، أو بما يتخيّل عليها من ظلمة
الجهل.
عن أبي عبد
الله عليهالسلام : انّ في جهنّم لواديا للمتكبّرين يقال له سقر ؛ شكا
إلى الله شدّة حرّه وسأله أن يتنفّس ، فأذن له ، فتنفّس فحرقت جهنّم.
[٦١](وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا
بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١))
(الَّذِينَ اتَّقَوْا). أي معاصيه. (بِمَفازَتِهِمْ) ؛ أي : بمنجاتهم من النار. وأصل المفازة : المنجاة. فبذلك
سمّيت المفازة على وجه التفؤّل بالنجاة منها. (السُّوءُ) ؛ أي : المكروه. (وَلا هُمْ
يَحْزَنُونَ) على ما فاتهم من لذّات الدنيا. قرأ أهل الكوفة غير حفص
: بمفازاتهم».
(بِمَفازَتِهِمْ) ؛ أي : بفلاحهم. والباء للسببيّة.
[٦٢](اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى
كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢))
(وَكِيلٌ) ؛ أي : حافظ مدبّر.
[٦٣](لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٣))
(مَقالِيدُ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ) ؛ أي : مفاتيحها بالرزق والرحمة. وقيل : خزائن السموات
والأرض ، يفتح الرزق على من يشاء ويغلقه عمّن يشاء. (الْخاسِرُونَ). لأنّهم يخسرون الجنّة ونعيمها.
(مَقالِيدُ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ). لا يملك أمرها ولا يتمكّن من التصرّف فيها غيره. وهو
كناية عن قدرته وحفظه لها. وفيها مزيد دلالة على الاختصاص. لأنّ الخزائن لا يدخلها
ولا يتصرّف فيها إلّا من بيده مفاتيحها. (وَالَّذِينَ كَفَرُوا). متّصل بقوله : (يُنَجِّي اللهُ
الَّذِينَ
__________________