أصنافه من برّ وشعير وسمسم وغيرها. (يَهِيجُ) ؛ أي : يتمّ جفافه. لأنّه إذا تمّ جفافه حان له أن يثور عن منابته ويذهب. (حُطاماً) : فتاتا. (لَذِكْرى) ؛ أي : تذكيرا وتنبيها على أنّه لا بدّ من صانع حكيم وأنّ ذلك كائن عن تقدير وتدبير لا عن تعطيل وإهمال. ويجوز أن يكون مثلا للدنيا ؛ كقوله : (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا). (١)(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا)(٢). (٣)
(حُطاماً). الحطام : فتات التبن والحشيش. (٤)
[٢٢] (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٢))
(أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ) ؛ أي : أفمن عرف الله أنّه من أهل اللّطف فلطف به حتّى انشرح صدره للإسلام وقبله ، كمن لا لطف عليه فهو حرج الصدر قاسي القلب؟ ونور الله هو لطفه. (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ) نظير قوله : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ) في حذف الخبر. (مِنْ ذِكْرِ اللهِ) : من أجل ذكره. أي : إذا ذكر الله عندهم ، اشمأزّوا وازادادت قلوبهم قساوة. كقوله : (فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ)(٥). (٦)
(شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ). ويكون ذلك بثلاثة أشياء. أحدها : بقوّة الأدلّة المنصوبة. الثاني : بالألطاف المتجدّدة حالا بعد حال. كما قال : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً). (٧) الثالث : بحلّ الشبهة [وإلقاء الخواطر]. (عَلى نُورٍ) ؛ أي : دلالة وهدى. شبّه الأدلّة بالنور. وقيل : النور كتاب الله. والتقدير : أفمن شرح الله صدره كمن هو قاسي القلب؟ لدلالة (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ). وهم الذين تصلّبت قلوبهم على الكفر حتّى لا تنفع فيها المواعظ. (٨)
عنه صلىاللهعليهوآله : إنّ النور إذا وقع في القلب ، انفسح له وانشرح. قالوا : يا رسول الله فهل لذلك
__________________
(١) يونس (١٠) / ٢٤.
(٢) الكهف (١٨) / ٤٩.
(٣) الكشّاف ٤ / ١٢٢.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٧٧١.
(٥) التوبة (٩) / ١٢٥.
(٦) الكشّاف ٤ / ١٢٢.
(٧) المحمّد صلىاللهعليهوآله (٤٧) / ١٧.
(٨) مجمع البيان ٨ / ٧٧٢.