أمّا الدرجات ، فإفشاء السّلام ، وإطعام الطعام ، والصلاة باللّيل والناس نيام. (١)
عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ) قال : الذين أوتوا العلم الأئمّة. والنبأ الإمامة. (٢)
[٧٠] (إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٧٠))
(إِنْ يُوحى إِلَيَّ) ؛ أي : ما كان لي من علم باختصام الملائكة فيما ذكرنا ، لو لا أنّ الله أخبرني به ، لم يمكنني إخباركم ، ولكن ما يوحى إليّ إلّا الإنذار البيّن الواضح. وقيل : معناه : ليس يوحى إليّ إلّا أنّي نذير مبين. أبو جعفر : (أَنَّما) بكسر الألف ، والباقون بفتحها. (٣)
(إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ) ؛ أي : لأنّما أنا نذير. ومعناه : ما يوحى إليّ إلّا للإنذار. فحذف اللّام وانتصب بإفضاء الفعل إليه. ويجوز أن يرتفع على معنى : ما يوحى إليّ إلّا هذا وهو أن أنذر وأبلغ ولا أفرّط في ذلك. أي : ما أومر إلّا بهذا الأمر وحده وليس إليّ غير ذلك وقرئ : (أَنَّما) بالكسر على الحكاية. أي : إلّا هذا القول وهو أن أقول لكم : إنّما أنا نذير مبين ، ولا أدّعي شيئا آخر. (٤)
[٧١] (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (٧١))
(إِذْ قالَ). بدل من يختصمون. والمراد بالملأ الأعلى أصحاب القصّة : الملائكة ، وآدم ، وإبليس. لأنّهم كانوا في السماء وكان التقاول بينهم. (٥)
(إِذْ قالَ رَبُّكَ). على أنّ اختصام الملائكة كان في أمر آدم ، فيكون إذ يتعلّق بقوله : (يَخْتَصِمُونَ) وإن اعترض بينهما كلام. (خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ). يعني آدم. (٦)
[٧٢] (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (٧٢))
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٧٥٦.
(٢) بصائر الدرجات / ٢٢٧ ، ح ١.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٥٦ و ٧٥٤.
(٤) الكشّاف ٤ / ١٠٤.
(٥) الكشّاف ٤ / ١٠٤.
(٦) مجمع البيان ٨ / ٧٥٧.