الزبور ورفع صوته بالتسبيح بين الجبال ، ردّ الجبال مثله عليه من الصدى فسمّى الله ذلك تسبيحا. (١)
[١٩] (وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (١٩))
(وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً) : مجموعة عليه تسبّح الله معه. (كُلٌّ) ؛ أي : كلّ الطير والجبال (لَهُ أَوَّابٌ) : رجّاع إلى ما يريد مطيع له بالتسبيح معه. (٢)
[٢٠] (وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (٢٠))
(وَشَدَدْنا مُلْكَهُ) ؛ أي : قوّينا ملكه بالحرس والجنود و [كثرة] العدد والعدّة. (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ). وهي النبوّة. (وَفَصْلَ الْخِطابِ). يعني الشهود والأيمان وأنّ البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر. لأنّ خطاب الخصوم لا ينفصل ولا ينقطع إلّا بهذا. وقيل : فصل الخطاب هو العلم بالقضاء والفهم. (٣)
(وَشَدَدْنا مُلْكَهُ) ؛ أي : نصرناه بالهيبة. وسببه أنّ غلاما ادّعى على رجل بقرة فأنكر المدّعى عليه ولطم الغلام لطمة ، فسأل داوود من الغلام البيّنة فعجز. فرأى داوود فى المنام أنّ الله أمره أن يقتل المدّعى عليه ويسلّم البقرة إلى الغلام. فقال داوود : هذا منام. فأتاه الوحي بذلك في اليقظة. فأخبر بني إسرائيل ، فجزعوا وقالوا : يقتل رجلا بلطمة! فقال : هذا أمر الله. فسكتوا. ثمّ أحضر الرجل وأخبره أنّ الله أمره بقتله ، فقال الرجل : صدقت يا نبيّ الله. إنّي قتلت أباه غيلة وأخذت البقرة. [فقتله داوود.] وعظمت هيبته واشتدّ ملكه وقالوا : إنّه يقضي بالوحي من السماء. (فَصْلَ الْخِطابِ). هو القدرة على ضبط المعاني والتعبير عنها بأقصى الغايات حتّى يكون كاملا مكمّلا مفهّما. (٤)
(وَفَصْلَ الْخِطابِ). عن الرضا عليهالسلام : هو معرفة اللّغات كلّها. ثمّ قال : وقد أتانا الله فصل
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٧٣١ ـ ٧٣٢.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٣١.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٣٢.
(٤) تفسير النيسابوريّ ٢٣ / ٨٩ ـ ٩٠.