(إِذْ نَجَّيْناهُ) ؛ أي : اذكر إذ نجّيناه ؛ أي : خلّصناه ومن آمن به من عذاب الاستئصال. (فِي الْغابِرِينَ) ؛ أي : الباقين الذين أهلكوا. وهي امرأته. (دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ) ؛ أي : أهلكناهم. (١)
[١٣٧ ـ ١٣٨] (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٣٨))
خطاب لمشركي العرب. أي : تمرّون في ذهابكم ومجيئكم إلى الشام على منازلهم وقراهم باللّيل والنهار. (أَفَلا تَعْقِلُونَ) ؛ أي : تتفكّرون لتجتنبوا ما كانوا يفعلونه من الكفر والضلال. والوجه في ذكر قصص الأنبياء وتكريرها التشويق إلى مثل ما كانوا عليه من مكارم الأخلاق وصرف الخلق عمّا كان عليه الكفّار من قبيح الأعمال. (٢)
عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ) قال : تمرّون عليهم في القرآن. إذا قرأتم القرآن [تقرؤون فيه] ما قصّ الله عليكم من خبرهم. (٣)
[١٣٩ ـ ١٤٠] (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠))
(إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ) ؛ أي : فرّ من قومه إلى السفينة المملوّة من الناس والأحمال خوفا من أن ينزل العذاب بهم وهو مقيم فيهم. (٤)
[١٤١ ـ ١٤٢] (فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (١٤١) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢))
(فَساهَمَ) يونس القوم بأن ألقوا السهام على سبيل القرعة. أي : قارعهم ، فكان من المقروعين. قيل : إنّ السفينة احتبست أو أشرفت على الغرق ، فقال الملّاحون : فإنّ هنا عبدا [آبقا. فإنّ من عادة السفينة إذا كان فيها] آبق لا تجري. فلذلك اقترعوا. فوقعت القرعة على يونس ثلاث مرّات ، فعلموا أنّه المطلوب. فألقى نفسه في البحر فابتلعه الحوت. فأوحى الله إليها : لم أجعل عبدي لك رزقا ، ولكنّي جعلت بطنك مسجدا له. فلا تكسرنّ له عظما و
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٧١٥.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧١٥.
(٣) الكافي ٨ / ٢٤٨ ، ح ٣٤٩.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٧١٥.