لا يشاء. أو ما رأيت أنّه نهى آدم وزوجته عن أن يأكل من الشجرة وهو يشاء ذلك؟ ولو لم يشأ لم يأكل. وأمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل وشاء أن لا يذبحه ـ الحديث. (١)
[١٠٦] إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (١٠٦))
(الْبَلاءُ الْمُبِينُ) ؛ أي : المحنة الشديدة. أو : النعمة العظيمة. (٢)
[١٠٧] (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧))
(وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ) : جعلنا الذبح عوضه. قيل : كان كبشا من الغنم. وعن ابن عبّاس : هو الكبش الذي تقبّل من هابيل حين قرّبه. وقيل : فدي بوعل أهبط عليه [من] ثبير.
(عَظِيمٍ). لأنّه كان مقبولا. أو لأنّه رعى في الجنّة أربعين خريفا. أو لأنّه عظيم الجثّة سمين. أو لأنّه عظيم القدر ، لأنّ الله فدى به نبيّا أخرج من نسله سيّد المرسلين. (٣)
عن الرضا عليهالسلام قال : لمّا أمر الله إبراهيم أن يذبح مكان ابنه الكبش الذي أنزل عليه ، تمنّى إبراهيم أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده وأنّه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعزّ ولده بيده فيستحقّ بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب. فأوحى الله إليه : يا إبراهيم ، من أحبّ خلقي إليك؟ قال : حبيبك محمّد.
وهو أحبّ إليّ من نفسي. وولده أحبّ إليّ من ولدي. قال : فذبح ولده ظلما على يدي أعدائه أوجع أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال : يا ربّ بل ذبحه على يدي أعدائه أوجع لقلبي. قال : يا إبراهيم ، إنّ طائفة تزعم أنّها من أمّة محمّد ، ستقتل ولده الحسين من بعده ظلما كما يذبح الكبش وتستوجبون بذلك سخطي. فجزع إبراهيم لذلك وتوجّع قلبه وأقبل يبكي. فأوحى الله إليه أن يا إبراهيم ، فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحت بيدك بجزعك على الحسين عليهالسلام وقتله وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب. و
__________________
(١) التوحيد / ٦٤.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٠٧.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٠٨ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠٠.