(سَلامٌ). بدل ممّا يدّعون. و (قَوْلاً) مفعول مطلق لفعل محذوف. (ح)
[٥٩] (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (٥٩))
(وَامْتازُوا الْيَوْمَ) ؛ أي : يقال لهم : انفصلوا ـ معاشر العصاة ـ عن المؤمنين وكونوا على حدة. وقيل : معناه أنّ لكلّ كافر بيتا في النار يدخله فيردم بابه لا يرى ولا يرى. (١)
قال : إذا رجع الله الخلق يوم القيامة ، يقوموا قياما (٢) على أقدامهم حتّى يلجمهم العرق. فينادوا : يا ربّ حاسبنا ولو إلى النار. فيبعث الله رياحا فتضرب بينهم وينادي مناد : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) فيميز بينهم فصار المجرمون في النار ومن كان في قلبه من الإيمان صار إلى الجنّة. (٣)
[٦٠] (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠))
(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ). توبيخ لهم. أي : ألم آمركم على ألسنة الرسل ألّا تطيعوا الشيطان؟ (٤)
وقال عليهالسلام : من أصغى إلى ناطق فقد عبده. فإن كان الناطق عن الله ، فقد عبد الله. وإن كان الناطق عن إبليس ، فقد عبد إبليس. (٥)
[٦١] (وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١))
(هذا صِراطٌ) ؛ أي : عبادتي ؛ من حيث إنّها طريق إلى الجنّة. (٦)
[٦٢] (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢))
(وَلَقَدْ أَضَلَّ) ـ أي الشيطان ـ خلقا كثيرا عن الدين. (أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) أنّه
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٦٧١ ـ ٦٧٢.
(٢) المصدر : إذا جمع الله الخلق يوم القيامة بقوا قياما ...
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٢١٦. والعبارة الأخيره فيه : من كان في قلبه إيمان صار ...
(٤) مجمع البيان ٨ / ٦٧٢.
(٥) اعتقادات الصدوق / ١٠٥.
(٦) مجمع البيان ٨ / ٦٧٢.