مدغما. (١)
[٥٠] (فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠))
(تَوْصِيَةً). يعني أنّ الساعة إذا أخذتهم بغتة ، لم يقدروا على الإيصاء بشيء ولا يرجعون إلى أهلهم من الأسواق. وهذا إخبار عمّا يلقونه في النفخة الأولى. (٢)
[٥١ ـ ٥٢] (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١) قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢))
هذه هي النفخة الثانية يبعثون فيها بعد الموت. (مِنَ الْأَجْداثِ) ؛ أي : القبور. (يَنْسِلُونَ) ؛ أي : يخرجون سراعا. فلمّا رأوا أهوال القيامة قالوا : يا ويلنا من بعثنا من منامنا الذي كنّا فيه؟ (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ). مبتدأ وخبر. ويكون (مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) كلام يوقف عليه. ويجوز الوقف على (هذا) ويكون (ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) خبر مبتدأ محذوف. أي : هذا ما وعد الرحمن. (وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) في إخبارهم لنا بهذا المقام وهذا البعث. وقيل : أولّ الآية للكافرين وأخيرها للمسلمين. قال الكافرون : (يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا)؟ وقال المسلمون : (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ). ووصفوا القبر بالمرقد لأنّهم لمّا عاينوا أحوالهم في القيامة عدّوا أحوالهم في قبورهم بالإضافة إلى تلك الأهوال رقادا. وقيل : هي النومة بين النفختين ، لا يفتر عذاب القبر إلّا فيما بينهما فيرقدون. (٣)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : قالت الملائكة : (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ). (٤)
وروي عن عليّ عليهالسلام أنّه قرأ : (مَنْ بَعَثَنا) على من الجارّة والمصدر. (٥)
عن أبي عبد الله عليهالسلام : إذا أمات الله أهل الأرض ، لبث [كمثل] ما خلق ومثل ما أماتهم و
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٨٣ ـ ٢٨٤.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٦٦٨.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٦٧٠.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ٢١٦.
(٥) جوامع الجامع / ٣٩٤.