حقّك أن تحضري فيها. وهي حال استهزائهم بالرسل. والمعنى أنّهم أحقّاء بأن يتحسّر عليهم المتحسّرون أو هم متحسّر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين. ويجوز أن يكون من الله سبحانه على سبيل الاستعارة في معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم. (١)
[٣١] (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (٣١))
(أَلَمْ يَرَوْا) ؛ أي : ألم يعلموا كفّار مكّة كم قرنا أهلكناهم مثل عاد وثمود وقوم لوط أهلكوا فلا يعودون إلى الدنيا؟ أفلا يعتبرون بهم؟ (٢)
[٣٢] (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٣٢))
(لَمَّا جَمِيعٌ). معناه أنّ الأمم يوم القيامة يحضرون فيقفون على ما عملوا في الدنيا. أي : وكلّ الماضين والباقين مبعوثون للحساب والجزاء. عاصم وحمزة وابن عامر : (لَمَّا جَمِيعٌ) بتشديد الميم ، والباقون بالتخفيف. من خفّف الميم من لما فإن مخفّفة من المثقّلة وما من لما مزيدة. والتقدير : وإنّه كلّ لجميع لدينا محضرون. ومن شدّد الميم قال : لمّا هاهنا بمعنى إلّا ـ يقال : لمّا فعلت كذا ، وإلّا فعلت ـ وإن نافية. فيكون التقدير : ما كلّ إلّا محضرون. (٣)
[٣٣] (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣))
(وَآيَةٌ لَهُمُ) ؛ أي : حجّة قاطعة على قدرتنا على البعث الأرض القحطة المجدبة التي لا تنبت أحييناها بالنبات. (وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا) يتقوّتونه. (٤)
(الْمَيْتَةُ). نافع بالتشديد. (٥)
[٣٤] (وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (٣٤))
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ١٣.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٦٦٠ ـ ٦٦١.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٦٦١ و ٦٦٠.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٦٦١.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٨١.