على لسان النبيّ. (١) لأنّه رحمة من الله فتح بها على الناس ، لأنّه لا ينطق عن الهوى وكذا أهل بيته عليهمالسلام.
(مِنْ رَحْمَةٍ). أي كمطر أو عافية أو أيّ نعمة شاء. وقيل : معناه : ما يرسل الله إلى عباده من رسول في وقت دون وقت ، فلا مانع له. لأنّ إرسال الرسل رحمة. كما قال : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ). (٢) وما يمسكه في زمان الفترة ، أو عمّن يقترحه من الكفّار ، فلا مرسل له. (٣)
(فَلا مُمْسِكَ لَها). أنّث الضمير الراجع إلى (ما) ثمّ ذكّره ، حملا على المعنى واللّفظ. فأنّث على معنى النعمة وذكّر على أنّ اللّفظ لا تأنيث فيه. (٤)
[٣] (يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣))
(اذْكُرُوا) نعمة الله عليكم الظاهرة والباطنة. (هَلْ مِنْ خالِقٍ). استفهام تقرير لهم ومعناه النفي من السماء بالمطر ومن الأرض بالنبات. وفي جواز إطلاق لفظ الخالق على غير [الله] تعالى خلاف ، فقيل بالجواز وعدمه. وعلى الثاني معناه : لا خالق يزرق ويخلق. (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) ؛ أي : لا معبود يستحقّ العبادة إلّا هو. (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) ؛ أي : كيف تصرفون عن [طريق] الحقّ إلى الضلال؟ أو : أنّى يعدل بكم عن هذه الأدلّة التي أقمتها لكم على التوحيد مع وضوحها؟ أهل الكوفة غير عاصم : (غَيْرُ اللهِ) بالجرّ ، والباقون بالرفع إمّا على أنّه خبر المبتدأ ، أو على أنّه صفة على الموضع والخبر مضمر ، تقديره : هل خالق في الوجود غير الله أو في العالم؟ (٥)
__________________
(١) تأويل الآيات ٢ / ٤٧٨ ـ ٤٧٩. وفيه : (لسان الإمام». وما يأتي بعده في المتن مأخوذ من شرح الحديث في المصدر.
(٢) الأنبياء (٢١) / ١٠٧.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٦٢٦.
(٤) الكشّاف ٣ / ٥٩٦ ـ ٥٩٧.
(٥) مجمع البيان ٨ / ٦٢٦ و ٦٢٥.