إن كانت ليست بدار تكليف ، فلا يسقط فيها الحمد والاعتراف بنعم الله تعالى بل العباد ملجؤون إلى ذلك لمعرفتهم الضروريّة بنعم الله عليهم من الثواب والعوض. وقيل : إنّما يحمده أهل الجنّة لا على جهة التعبّد لكن على جهة السرور على نعمه وفضله ، ويحمده أهل النار على عدله. (١)
[٢] (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (٢))
(فِي الْأَرْضِ) ؛ أي : ما يدخل فيها من مطر أو كنز. (وَما يَخْرُجُ مِنْها) من زرع ونبات. (وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) من مطر ورزق. (وَما يَعْرُجُ) ؛ أي : يصعد (فِيها) من الملائكة وأعمال العباد. (الرَّحِيمُ) بعباده فلا يعاجلهم بالعقوبة. (الْغَفُورُ) ؛ أي : الساتر عليهم ذنوبهم في الدنيا المتجاوز عنها في العقبى. (٢)
[٣] (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٣))
(الَّذِينَ كَفَرُوا). يعني منكري البعث والنشور. (لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) ؛ يعني : القيامة. (قُلْ) لهم يا محمّد : (بَلى وَرَبِّي) الذي خلقني (لَتَأْتِيَنَّكُمْ) القيامة. (عالِمِ الْغَيْبِ). وهو ما يغيب عن العباد. (كِتابٍ مُبِينٍ). يعني اللّوح المحفوظ. أهل المدينة والشام : (عالِمِ الْغَيْبِ) بالرفع. وحمزة والكسائيّ : «علام» بالجرّ واللّام قبل الألف. والباقون : (عالِمِ الْغَيْبِ) بالجرّ. قال أبو عليّ : الجرّ على قوله : الحمد لله عالم الغيب. وقال غيره : صفة لقوله : (وَرَبِّي) أو بدل منه. فأمّا على الرفع ، فيجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ـ وتقديره : هو عالم الغيب ـ وأن يكون مبتدأ و
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٥٩٠.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٥٩٠.