بيّن سبحانه الحكمة البالغة في عرض هذه الأمانة فقال : (لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ) ـ الآية. يعني بتضييع الأمانة. قال الحسن : هما اللّذان حملاها ظلما وجهلا. (وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) بحفظهم الأمانة ووفائهم بها. وهذا هو الغرض بالتكليف. فالمعنى : إنّا عرضنا ذلك ليظهر نفاق المنافقين وشرك المشركين فيعذّبهم الله ويظهر إيمان المؤمنين فيتوب الله عليهم إن حصل منهم تقصير في الطاعات. (١)
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٥٨٦ ـ ٥٨٧.