[٥٧] (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً (٥٧))
قيل : هم المنافقون والكافرون والذين وصفوا الله بما لا يليق به. فيكون إيذاء الله مخالفة أمره. وقيل : معناه : يؤذون رسول الله. فقدّم ذكر الله على وجه التعظيم تشريفا وتكريما. (لَعَنَهُمُ اللهُ) ؛ أي : أبعدهم عن رحمته بحرمان زيادات الهدى في الدنيا والخلود في النار في الآخرة. (وَأَعَدَّ لَهُمْ). أي في الآخرة. وعن أرطاة بن حبيب قال : حدّثني الواسطيّ وهو آخذ بشعره قال : حدّثني زيد بن عليّ وهو آخذ بشعره قال : حدّثني عليّ بن الحسين وهو آخذ ... عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : حدّثني رسول الله وهو آخذ بشعره فقال : من آذى شعرة منك ، فقد آذاني. ومن آذاني ، فقد آذى الله. ومن آذى الله ، فعليه لعنة الله. (١)
(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ). نزلت فيمن غصب أمير المؤمنين حقّه وأخذ حقّ فاطمة. (٢)
[٥٨] (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (٥٨))
(بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) ؛ أي : من غير أن يعملوا ما يوجب أذاهم. (فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً) : فعلوا ما هو أعظم الإثم مع البهتان وهو الكذب على الغير يواجهه به. جعل إيذاء المؤمنين مثل البهتان. وقيل : يعني بذلك أذيّة اللّسان ليحقّق فيها البهتان. (إِثْماً مُبِيناً) ؛ أي : معصية ظاهرة. وقيل : نزلت في قوم من الزناة كانوا يمشون ليلا فإذا أرادوا امرأة غمزوها. (٣)
[٥٩] (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥٩))
(جَلَابِيبِهِنَّ). الجلباب : ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المرأة على
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٥٧٩ ـ ٥٨٠.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ١٩٦.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٥٨٠.