الآخرة ومرجعا. من آل يؤول ، إذا رجع. (١)
[٣٦] (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (٣٦))
(وَلا تَقْفُ). القفو : اتّباع الأثر. أي : لا تقل سمعت ولم تسمع ولا رأيت ولم تر. عن ابن عبّاس. وقيل : معناه : لا تقل في قفا غيرك شيئا. أي : إذا مرّ بك فلا تعبه. وقيل : هو شهادة الزور. عن محمّد بن الحنفيّة. والأصل أنّه عامّ في كلّ قول وفعل. (٢)
(وَلا تَقْفُ) ـ الآية. عن الحسين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ أبا بكر منّي بمنزلة السمع. وإنّ عمر منّي بمنزلة البصر. وإنّ عثمان منّي بمنزلة الفؤاد. فلمّا كان من الغد ، دخلت عليه وعنده أمير المؤمنين عليهالسلام وأبو بكر وعمر وعثمان. فقلت له : يا أبه ، سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا. فما هو؟ فقال : نعم ، هم السمع والبصر والفؤاد. وسيسألون عن وصيّي هذا. وأشار إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. ثمّ قال : إنّ الله يقول : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ) ـ الآية. وعزّة ربّي ، إنّ جميع أمّتي لموقوفون يوم القيامة ، مسؤولون عن ولايته. وذلك قول الله : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)(٣). (٤)
(كُلُّ أُولئِكَ) ؛ أي : [كان] كلّ واحد منها مسؤولا عن نفسه ؛ يعني عمّا فعل [به] صاحبه. وقيل : (مَسْؤُلاً) مسند إلى (عَنْهُ). والمعنى : يسأل صاحبه عنه. وهو خطأ. لأنّ الفاعل وما يقوم مقامه لا يتقدّم. وفيه دليل على أنّ العبد مؤاخذ بعزمه على المعصية. (٥)
[٣٧] (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً (٣٧))
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من كان في قلبه [مثقال] حبّة من خردل من الكبر ، لن يدخل
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٦٣٨ ـ ٦٣٩.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٦٤١.
(٣) الصافّات (٣٧) / ٢٤.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ٢٤٤ ، ح ٨٦.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٧١.