مودّة بينكم بمعنى مودودة بينكم. وفي الرفع وجهان : أن يكون خبرا لإنّ ، على أنّ ما موصولة ؛ وأن يكون خبر مبتدأ محذوف والمعنى أنّ الأوثان مودّة بينكم ، أي مودودة أو سبب مودّة. وقرأعاصم : «مودة بينكم» [بفتح بينكم] مع الإضافة ، كما قرئ : «لقد تقطع بينكم» (١) ففتح بينكم وهو فاعل. (٢)
(مَوَدَّةَ). ابن كثير وأهل البصرة : (مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ) بالرفع والإضافة. وحمزة وحفص بنصب (مَوَدَّةَ) وإضافتها إلى (بَيْنِكُمْ). والباقون : (مَوَدَّةَ) منصوبة منوّنة (بَيْنِكُمْ) بالنصب. (٣)
(فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ؛ أي : إنّما تتوادّون عليها ، أو تودّونها في الحياة الدنيا ، ثمّ يوم القيامة يقوم بينكم التلاعن والتباغض ؛ يتلاعن العبدة ، ويتلاعن العبدة والأصنام ، على تغليب المخاطبين ؛ كقوله : (وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا). (٤)(مِنْ ناصِرِينَ) يخلّصونكم منها. (٥)
[٢٦] (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٦))
(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ). هو أوّل من آمن له حين رأى النار لم تحرقه. (وَقالَ). يعني إبراهيم. (إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي) ؛ أي : مهاجر من كوثى ـ وهو من سواد الكوفة ـ إلى حرّان ومنها إلى فلسطين. ومن ثمّ قالوا : لكلّ نبيّ هجرة ، ولإبراهيم هجرتان. وكان معه في هجرته لوط وامرأته سارة وهاجر وهو ابن خمس وسبعين سنة. (إِلى رَبِّي) ؛ أي : إلى حيث أمرني بالهجرة إليه. (إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ) الذي يمنعني من أعدائي (الْحَكِيمُ) الذي لا يأمرني إلّا بما هو مصلحتي. (٦)
(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ). كان إبراهيم ابن خاله. عن جمهور المفسّرين. (وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ). أي
__________________
(١) الأنعام (٦) / ٩٤.
(٢) الكشّاف ٣ / ٤٥٠.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٤٣٦.
(٤) مريم (١٩) / ٨٢.
(٥) الكشّاف ٣ / ٤٥٠ ـ ٤٥١ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٧.
(٦) الكشّاف ٣ / ٤٥١.