لإنكار البعث والجزاء. (١)
[٢٤] (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٤))
(قَوْمِهِ) ؛ أي : قوم إبراهيم له. (اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ). وكان ذلك قول بعضهم لكن لمّا قيل فيهم ورضي به الباقون ، أسند إلى كلّهم. (فَأَنْجاهُ اللهُ) منها بأن جعلها بردا وسلاما. (لَآياتٍ). هي حفظه من أذى النار وإخمادها مع عظمتها في زمان يسير وإنشاء روض مكانها. (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). لأنّهم المنتفعون بالفحص عنها والتأمّل فيها. (٢)
[٢٥] (وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٥))
(مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ) ؛ أي : لتتوادّوا بينكم وتتواصلوا لاجتماعكم على عبادتها. وثاني مفعولي (اتَّخَذْتُمْ) محذوف. ويجوز أن يكون [مودّة] المفعول الثاني بتقدير مضاف أو بتأويلها بالمودودة. أي : اتّخذتم أوثانا سبب المودّة بينكم. ومن قرأبرفع مودّة والإضافة ، فعلى أنّها خبر مبتدأ محذوف ـ أي : هى مودودة أو سبب مودّة بينكم ـ والجملة صفة أوثانا ، أو خبر إنّ على أنّ ما مصدريّة أو موصولة والعائد محذوف وهو المفعول الأوّل. (٣)
(مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ). قرئ على النصب بغير إضافة وبإضافة ، وعلى الرفع كذلك. فالنصب على وجهين : على التعليل ، أي : لتتوادّوا بينكم وتتواصلوا لاجتماعكم على عبادتها كما يتّفق الناس على مذهب فيكون ذلك سبب تصادقهم ، وأن يكون مفعولا ثانيا ؛ كقوله : (اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ). (٤) أي : اتّخذتم الأوثان سبب المودّة بينكم ، على تقدير حذف المضاف. أو : اتّخذ تموها
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٧.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٧.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٧.
(٤) الجاثية (٤٥) / ٢٣.