الملك أن يرفع عنه العذاب أيّام الدنيا. (١)
[٨٢] (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (٨٢))
(وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) ؛ أي : يبسط ويقدر بمقتضى مشيّته لا لكرامة يقتضي البسط ولا لهوان يوجب القبض. (وَيْكَأَنَّ). عند البصريّين مركّب من وي للتعجّب وكأنّ للتشبيه. أي : ما أشبه الحال بأنّ الكافرين لا ينالون الفلاح. وعند الكوفيّين ويك بمعنى ويلك. ويجوز أن يكون الكاف للخطاب مضمومة إلى وي وأنّه بمعنى لأنّه واللّام لبيان المقول لأجله هذا القول. (٢)
(مَكانَهُ بِالْأَمْسِ). يعني حين خرج عليهم في زينته. (لَخَسَفَ بِنا) ؛ أي : لو لا أنّه أنعم علينا ولم يعطنا ما أعطى قارون ، لخسف بنا. (وَيْكَأَنَّهُ). قيل : هي كلمة سريانيّة. وقال الفرّاء : أصله : ويلك. فحذفت اللّام وجعلت أنّ مفتوحة [في موضع نصب] بفعل مضمر. كأنّه قال : اعلم أنّ الله. وقال الكسائيّ : ويكأنّ في التأويل : ذلك أنّ الله. وهو قول ابن عبّاس. وقال مجاهد وقتادة : ويكأنّ معناه : ألم تعلم؟ (لَخَسَفَ). حفص عن عاصم بفتح الخاء والسين. والباقون بضمّ الخاء وكسر السين. يعقوب : «ويك» يقف عليها ثمّ يبتدئ : (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ). (٣)
[٨٣] (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣))
(تِلْكَ الدَّارُ). إشارة تعظيم. كأنّه قال : تلك التي سمعت خبرها وبلغك وصفها. والدار صفة والخبر (نَجْعَلُها). (عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ) ؛ أي : تجبّرا وتكبّرا على عباد الله. وعن
__________________
(١) تفسير القمّيّ ١ / ٣١٨ ـ ٣١٩.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠١ ، والكشّاف ٣ / ٤٣٤.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٤١٨ ـ ٤١٩ و ٤١٣.