[٨٠] (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (٨٠))
(الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ). وهم المؤمنون بأحوال الآخرة. (وَيْلَكُمْ). دعاء بالهلاك استعمل للزجر عمّا لا يرضى. (ثَوابُ اللهِ) في الآخرة (خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) من مال قارون بل الدنيا وما فيها. (وَلا يُلَقَّاها). الضمير فيه للكلمة التي تكلّم بها الحكماء ـ أي : لا يوفّق لها إلّا الصابرون على أمر الله ـ أو للثواب بمعنى المثوبة أو الجنّة أو للإيمان والعمل فإنّهما في معنى السيرة والطريقة. (١)
[٨١] (فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (٨١))
وكان سبب هلاك قارون : انّ موسى كان جالسا في فناء قصره فأمر أن يصبّ عليه ماء رماد. فغضب موسى غضبا شديدا. وكان على كتفه شعرات إذا غضب خرجت من ثيابه وقطر منها الدم. فقال موسى : يا ربّ إن لم تغضب لي ، فلست لك بنبيّ. فأوحى الله إليه : قد أمرت الأرض بأن تطيعك. فلمّا أمر الأرض ، قال : يا موسى ، سألتك بالرحم بيني وبينك. فقال له موسى : يابن لاوي ، لا يردّني كلامك (٢). يا أرض خذيه. حتّى ابتلعه بقصره وخزائنه وهو يناشده بالرحم. فعيّره الله بما قال لقارون ، فقال موسى : يا ربّ إنّ قارون دعاني بغيرك. لو دعا بك لأجبته. قال : يابن لاوي ، لا يردّني كلامك. (٣) فقال موسى : يا ربّ لو علمت أنّ لك رضا لأجبته. فقال تعالى : يا موسى ، وعزّتي وجلالي ، لو أنّ قارون دعاني كما دعاك ، لأجبته ؛ ولكنّه حيث دعاك ، وكلته إليك. (٤)
«وذلك أنّ قارون قال لبغيّة من بغايا بني إسرائيل : أعطيك ألفين على أن تقول بحضور
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٠ ، ومجمع البيان ٧ / ٤١٨.
(٢) المصدر : لا تزدني من كلامك.
(٣) المصدر : لا تزدني من كلامك.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ١٤٥.