المجموع في المواضع التي عليها أغلاق. وقولهم إنّ الكنوز تحت الأرض لا مفتاح لها غير مسلّم. (١)
(إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ). كون إذ متعلّقا بتنوء ـ كما قاله جماعة من المفسّرين ـ ضعّفه أبو حيّان لأنّ إثقال المفاتح العصبة ليس مقيّدا بوقت قول قومه : (لا تَفْرَحْ). والأولى أن يكون ظرفا لفعل محذوف دلّ عليه الكلام. أي : بغى عليهم إذ قال له قومه ، فأظهر التفاخر والفرح.
[٧٧] (وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (٧٧))
(وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ) من الغناء والثروة (الدَّارَ الْآخِرَةَ) بأن تفعل أفعال الخير وتجعله زادك إلى الآخرة. (وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا). وهو أن تعمل في الدنيا للآخرة. عن أكثر المفسّرين. ومعناه : لا تنس أن تعمل لآخرتك. لأنّ حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا هو الذي يعمل به لآخرته. وقيل : معناه أنّه كان قتورا شحيحا فقيل له : كل واشرب واستمتع بما آتاك الله من الوجه المباح ؛ فإنّ ذلك غير محظور عليك. (وَأَحْسِنْ) ؛ أي : تفضّل على الناس كما تفضّل الله عليك. أو : أحسن الشكر لله تعالى على قدر إنعامه عليك. وواس عباد الله بمالك. (٢)
(وَلا تَبْغِ الْفَسادَ). نهي له عمّا كان عليه من الظلم والبغي. (٣)
[٧٨] (قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (٧٨))
(إِنَّما أُوتِيتُهُ) ؛ أي : أعطيت هذا المال بفضل وعلم عندي ليس ذلك عندكم. وهو علم التوراة ، وكان أعلمهم بها. يعني أنّه قدّر أنّ هذا ثواب من الله لفضيلته. وقيل : إنّ المال
__________________
(١) تفسير النيسابوريّ ٢٠ / ٦٩.
(٢) الكشّاف ٣ / ٤٣١ ، ومجمع البيان ٧ / ٤١٦ ـ ٤١٧.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٠٠.